ومن ير جدوى مثل ما قد رأيتها |
|
تشقه وتجهده إليها التّكالف / |
(ووجدي بها وجد المضلّ بعيره |
|
بنخلة ، لم تعطف عليه العواطف) (١) |
__________________
(*) وردت الأبيات في «فرحة الأديب» إذ قال الغندجانيّ ـ بعد أن ذكر ما أورده ابن السيرافي لمزاحم العقيلي ـ :
«قال س : هذا موضع المثل :
ظلت حفافين على مهشّمه |
|
ذائدها العبد وساقيها الأمه |
«من فسر هذا الشعر الغريب ، ولم يستقر أشعار العرب المجاهيل ، ولم يقتلها علما ، كان كمن يعطو في الحمض.
«قدم ابن السيرافي هاهنا ما وجب أن يؤخّر ، وأخّر ما يجب أن يقدّم.
وبين البيتين أبيات لا يكاد ينتظم نظامها إلا بها. ونظام الأبيات :
١) ووجدي بها وجد المضلّ بعيره |
|
ببكة لم تعطف عليه العواطف |
٢) رأى من رفيقيه جفاء وفاته |
|
ببرقتها المستعجلات الخوانف |
٣) فقالا تعرفها المنازل من منى |
|
وما كلّ من أوفى منى أنا عارف |
٤) ولم أنس منها ليلة الجزع إذ مشت |
|
إليّ وأصحابي منيخ وواقف |
٥) فمدت بنانا للصّفاح كأنه |
|
بنات النّقا مالت بهنّ الأحاقف |
٦) تذكّرني جدوى على النأي والعدى |
|
طوال الليالي والحمام الهواتف |
٧) وإلفان ريعا بالفراق فمنهما |
|
مجدّ ومقصور له القيد راسف |
٨) ومن ير جدوى مثل ما قدر رأيتها |
|
تشقه وتجهده إليها التكالف |
٩) فللباكر الغادي مع القوم سائق |
|
عنيف وللتالي مع القيد واقف |
١٠) كصعدة مرّان جرى تحت ظلها |
|
خليج أمرّته البحور الزغارف |
قال س : وهي طويلة ، لكن يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق».