[في إعمال صيغة المبالغة (فعل)]
٢٠٦ ـ قال سيبويه (١ / ٥٨) قال الشاعر (١) :
(حذر أمورا لا تضير وآمن |
|
ما ليس منجيه من الأقدار) (٢) |
الشاهد (٣) فيه أنه أعمل (حذر) وهو على (فعل) عمل الفعل.
لا تضير : لا تؤذي ولا تخاف لها عاقبة ، وآمن من الأقدار ما ليس ينجيه ، يقول : الإنسان لقلة علمه وضعفه في نفسه يحذر ما لا يضيره ، ويأمن ما لا ينجو منه.
و (حذر) مرفوع على كلام متقدم و (آمن) معطوف عليه و (ما) بمعنى
__________________
(١) لم يذكره سيبويه ونقل الأعلم ١ / ٥٨ نسبة البيت إلى أبي الحسن الأخفش ، أما القرطبي في : تفسير عيون سيبويه ١٦ / ب فلم ير في عبارة اللاحقي بأسا ، لأنه إنما قال : «فوضعت له هذا البيت بمعنى رويته له ، لأنه لا يعقل أن ينسب اللاحقي إلى نفسه ما لا يحل من جهة ، وأنه لا يجوز على سيبويه في دينه وعلمه وعقله من جهة أخرى».
أما الكوفي ٤٢ / ب والبغدادي ٣ / ٤٥٦ فقد فسرا عبارة اللاحقي بأنه صنع البيت.
قلت : وعندي أن ما جاء به القرطبي مقبول ، وأن اللاحقي ربما قصد بوضع البيت لسيبويه ؛ وضعه في كتابه. هذا إذا أضفنا إلى ذلك ما قاله الأعلم من أن لإعمال (فعل) شواهد أخر لا خلاف حولها كقول زيد الخيل الطائي :
أتاني أنهم مزقون عرضي |
|
جحاش الكرملين لها فديد |
(٢) روي البيت بلا نسبة في : (حذر) الصحاح ٢ / ٦٢٦ واللسان ٥ / ٢٤٨
(٣) ورد الشاهد في : المقتضب ٢ / ١١٦ والنحاس ٣١ / أوتفسير عيون سيبويه ١٦ / ب والأعلم ١ / ٥٨ والكوفي ٨ / أو ٤٢ / ب و ١٢٢ / أوابن عقيل ش ٣٨ ج ٢ / ٦٤ والأشموني ٢ / ٣٤٢ والخزانة ٣ / ٤٥٦