بالابتداء وعطف عليه (الخور) و (في الأراجيز) خبر المبتدأ و (خلت) ملغاة من طريق اللفظ وليست بملغاة من طريق المعنى.
أراد بهذا الكلام عمر بن لجأ. يقول : أتهددني بأن تهجوني بالأراجيز ، وفي الأراجيز خلت لؤم الشعراء وخورهم (١) ، وعندهم أن الشعر الفحل هو القصيد ، وفحول الشعراء هم أصحاب القصيد ، والخور : الضعف.
__________________
(*) قال الغندجاني بعد ذكر هذا القدر من شرح ابن السيرافي للبيت :
«قال س : هذا موضع المثل :
لا درّ درّ ابني فريعة بعدها |
|
في بدء وافدة ولا تعقيب |
لم يوفق ابن السيرافي للصواب في هذا البيت ، بل أخطأ فيه من جهتين : الأولى أنه نسب البيت إلى جرير ، وإنما هو للّعين المنقري.
والثانية أنه غيّر القافية من الفشل إلى الخور.
وأخطأ من جهة ثالثة أيضا ، وهو أنه جعل هذا البيت هجاء لعمر بن لجأ التيمي ، وهو هجاء لرؤبة بن العجاج.
والأبيات للّعين المنقري يهجو رؤبة ، وهي :
إني أنا ابن جلا إن كنت تعرفني |
|
يا روب ، والحيّة الصمّاء في الجبل |
أبالأراجيز ـ يابن الوقب ـ توعدني |
|
وفي الأراجيز بيت اللؤم والفشل |
ما في الدوابر في رجليّ من عقل |
|
عند الرّهان ، ولا أكوى من العفل |
وكانت أم مالك بنت سعد ، وكانت ضرائرها تسميها عفيل ، ورؤبة من بني مالك بن سعد ، وبنو مالك بن سعد هؤلاء يسمّون بني العفيل».
(فرحة الأديب ٢٢ / أوما بعدها)