يريد : عزمت على الإقامة إلى وقت الصباح لأني وجدت الرأي والحزم يوجبان ذلك (١) ، ثم قال :
__________________
(*) عقب الغندجاني بعد أن أورد هذا القدر من شرح ابن السيرافي للبيت بقوله :
«قال س : هذا موضع المثل :
كلّ فضل من أبي كعب درك
القدر الذي ذكره ابن السيرافي في تفسير هذا البيت كثير منه ، وذلك أنه لم يعرف قائل البيت ، ولا السبب الذي أوجب قوله :
عزمت على إقامة ذي صباح
وهذا البيت هو لأنس بن مدرك الخثعمي ، وذلك أنه غزا هو ورئيس آخر من قومه بعض قبائل العرب متساندين ، فلما قربا من القوم أمسيا ، فباتا حيث جن عليهم الليل ، فقام صاحبه فانصرف ولم يغنم ، وأقام أنس حتى أصبح فشن عليهم الخيل ، فأصاب وغنم وغنم أصحابه. فهذا معنى قوله :
عزمت على إقامة ذي صباح
وهو آخر الأبيات.
قال أبو الندى : كان أنس مجاورا لبني الحارث بن كعب ، فوجد أصحابه منهم جفاء وغلظة ، فأرادوا أن يفارقوهم. فقال لهم : أقيموا إلى الصباح ، فلما ظفر بنو الحارث ببني عامر يوم فيف الريح ، قال عند ذلك ما قال. وأول الأبيات :
دعوت بني قحافة فاستجابوا |
|
فقلت : ردوا فقد طاب الورود |
دعوت إلى المصاع فجاوبوني |
|
بورد ما ينهنهه المزيد |