الشاهد (١) فيه على أنه رفع (كل أجش) ولم يجره على (كلّ ملثّ) وصفا ولا بدلا ، ورفعه بإضمار فعل دل عليه ما قبله ، كأنه لما دعا لهذا الوادي بالسقيا فقال : (أسقى الإله عدوات الوادي وجوفه كلّ ملثّ) دل الكلام على أنه بمعنى : سقى الوادي كلّ ملث ، ولما كان المعنيان متقاربين رفع (كلّ أجش) بإضمار : سقاها كلّ أجش. والعدوات : جمع عدوة وهي ناحية الوادي وجانبه ، ويقال فيها : عدوة وعدوة (٢) ، وجوف الوادي أسفله ، والملثّ : السحاب الدائم المطر. أراد : أسقى الإله عدوات الوادي مطر كلّ / سحاب ملث. والغادي الذي يبدأ مطره من أول النهار ، والأجش من السحاب : الذي فيه رعد ، والجشّة : صوت فيه غلظ ، والحالك : الشديد السواد.
[حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه]
١٩٢ ـ قال سيبويه (١ / ١٠٩) (٣) قال الحطيئة : (٤)
__________________
(١) ورد الشاهد في : النحاس ٤٥ / ب والأعلم ١ / ١٤٦ والكوفي ١٧٦ / ب والعيني ٢ / ٤٧٥ والأشموني ١ / ١٧٢
وقال سيبويه : «كأنه قال : سقاها كلّ أجش» وقد أوردها النحاس بالنصب على العطف مشيرا إلى أن سيبويه عندما رفع إنما حمل على المعنى ، كما أشار إلى جواز رفع (كل) في البيتين.
(٢) مثلثة العين. انظر القاموس (عدا) ٤ / ٣٦٠
(٣) عنوان الباب لديه في (١ / ١٠٨): «(باب استعمال الفعل في اللفظ لا في المعنى) لاتساعهم في الكلام ، وللإيجاز والاختصار».
(٤) اسمه جرول بن أوس العبسي والحطيئة لقبه ويكنى أبا مليكة. من كبار الشعراء المخضرمين ، هجّاء خبيث اللسان (ت نحو ٤٥ ه) ترجمته في : الوصايا للسجستاني ١٣٤ والشعر والشعراء ١ / ٣٢٢ والأغاني ٢ / ١٥٧ وسرح العيون ٤٤٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٩١٦ والخزانة ١ / ٤٠٩