الشاهد (١) فيه على رفع (ترب) وهو من باب الدعاء وهو مسموع من العرب ، وسيبويه يعمل في هذا على السماع ولا يقيس بعضه على بعض ، والقياس في جميعه النصب ، لأن الدعاء بالأفعال ، والمصادر تقوم مقامها ، وتحذف الأفعال بعد أن نصبت المصادر ، فإن رفع منها شيء فعلى الابتداء ، وفيه معنى الدعاء كما كان في المنصوب.
و (ترب) مرفوع بالابتداء ، و (جندل) معطوف عليه و (لأفواه الوشاة) خبر الابتداء. وألب يألب : إذا سعى ومشى. أراد : لقد سعى الواشون في الإفساد لبعدهم ، أي لأن يفترقا ، والبين هاهنا : الفراق ، والذي عندي أنه أراد (لبينهما) ولكنه ذكره بلفظ الجمع لأجل الشعر ، و (ألبا) مصدر (ألب) وأتى مؤكّدا.
وقوله : فترب لأفواه الوشاة ، يقول : جعل الله الترب والجندل حشو أفواههم عقوبة لهم على كذبهم وسعيهم في الفرقة ، والجندل : الحجارة.
[الرفع بإضمار فعل دون الإتباع]
١٩١ ـ قال سيبويه (١ / ١٤٦) في المنصوبات :
أسقى الإله عدوات الوادي |
|
وجوفه كلّ ملثّ غادي |
(كلّ أجشّ حالك السّواد) (٢) |
__________________
(١) ورد الشاهد في : المقتضب ٣ / ٢٢٢ والنحاس ٤٩ / أوالأعلم ١ / ١٥٨ والكوفي ١٧٦ / ب.
(٢) الأبيات في : مجموع أشعار العرب ـ قسم المنسوب إلى رؤبة أو إلى العجاج ق ٣٦ / ١ ـ ٢ ـ ٣ ج ٣ / ١٧٣ وفيه في البيت الثالث (كلّ أجش) بالنصب.