وقوله (أولادا لواحدة) بمنزلة قوله : مؤتلفين ، ونصب (أولادا لعلّات) بإضمار فعل ، كأنه : أتمضون متفرقين في العيادة.
والمعنى أنهم تجتمع جماعتهم إذا دعوا لوليمة ، ولا يتخلف منهم أحد ، فكأنهم بمنزلة أولاد لامرأة واحدة لا يقع بينهم خلف لأن أمهم واحدة ، هي تؤلف بينهم وتحفظ جماعتهم ، فهم مؤتلفون لا يفارق بعضهم بعضا.
وقوله (وفي العيادة أولادا لعلّات) العلّات : جمع علّة وهي الضرّة ، وأولاد الضرائر متقاطعون ، لا يكادون يأتلفون لأجل ما بين أمهاتهم من التباعد ، ولا يجتمع بعضهم إلى بعض. يريد أنهم لحرصهم على الولائم ، يجتمعون في أسرع وقت ، فإذا وجب عليهم حق من عيادة أو غيرها ، ثقل عليهم فعله ، ففعله الواحد منهم بعد الآخر في أزمنة متفرقة ، لا يجتمع اثنان منهم في قضاء حق كما لا يجتمع أولاد العلات.
[الرفع في باب الدعاء ـ والوجه نصبه]
١٩٠ ـ قال سيبويه (١ / ١٥٨) في المنصوبات : قال الشاعر :
(لقد ألب الواشون ألبا لبينهم |
|
فترب لأفواه الوشاة وجندل) (١) |
__________________
والأعلم ١ / ١٧٢ وشرح الأبيات المشكلة ٢٢٠ والكوفي ٤٠ / أ.
وقال النحاس : هذا حجة لقولهم في المثل : أتميميا مرة وقيسيا أخرى ..
أي : أتصيرون كذا مرة وكذا مرة.
(١) روي البيت في : المخصص ١٢ / ١٨٥ بلا نسبة ، وقال : فيه معنى الدعاء ، كما أن في قوله : سلام عليكم معنى الدعاء.