[النصب على الحال بعامل محذوف]
١٨٩ ـ قال سيبويه (١ / ١٧١) في المنصوبات : قال الشاعر (١) :
(ألحق عذابك بالقوم الذين طغوا |
|
وعائذا بك أن يعلوا فيطغوني) (٢) |
الشاهد (٣) فيه أنه نصب (عائذا بك) على الحال والعامل فيه محذوف ، كأنه قال : وأعوذ بك عائذا ، أو أخضع لك عائذا ، أو استجير بك عائذا وما أشبه ذلك.
دعا الله عز وجل أن يلحق عذابه بالطاغين ، وأن يسلّمه منهم ، واستعاذ بالله أن يزيد أمر الطغاة فيفسدوا عليه دينه. والواو من قوله (أن يعلوا) هي ضمير الطغاة ، وقوله : فيطغوني أي : يدخلوني في طغيانهم ، أو يحملوني على الطغيان كرها. وأراد بقوله : أن يعلوا أي : تعلوا أمورهم.
قال سيبويه (١ / ١٧٢) في المنصوبات قال الشاعر (٤) :
__________________
(١) الشاعر عند سيبويه هو عبد الله بن الحارث السهمي وكذا في اللسان (عوذ) ٥ / ٣٣ وقال الأعلم هو (أي الشاعر السهمي) من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٢) روي البيت بلا نسبة في شرح الحماسة للمرزوقي ١ / ٤٧٥
(٣) ورد الشاهد في : النحاس ٥٠ / ب والأعلم ١ / ١٧١ والكوفي ١٧٣ / ب.
(٤) لم يذكره سيبويه. وهي : هند بنت عتبة في : سيرة ابن هشام ٢ / ٣١١ والعيني ٣ / ١٤٢ والخزانة ١ / ٥٥٦ ورغبة الآمل ٧ / ٩٠ وذكروا أنها قالته تخاطب من خرج إلى زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لدى هجرتها إلى المدينة لردّها.
وهند هذه هي أم معاوية بن أبي سفيان ، وأبو سفيان زوجها الثاني. انظر ترجمتها في : المردفات من قريش ـ نوادر المخطوطات ١ / ٦١ وأعلام النساء ٣ / ١٦١٤