الشاهد (١) فيه أن قوله (لبّي) تثنية لبّ ، وهو شاهد على أن (لبيك) تثنية ، وليس كما زعم يونس أن (لبيك) أصلها لبّا (٢) ، وأن الألف زائدة فيها على (لبّ) مثل جرّا ، وأن الألف انقلبت ياء لمّا اتصلت بالضمير ، كما انقلبت الألف في (عليك). ولو كانت الألف لغير التثنية لم تنقلب مع الظاهر ، كما أن ألف (على) لا تنقلب في قولك : على زيد مال (٣).
وقد انقلبت الألف مع (يدي) ـ وهو ظاهر ـ ياء ، فعلمنا أن الألف للتثنية.
والمعنى أنّ مسورا معوان حسن الصداقة والمودة ، إذا دعاه صديق للمعونة على نائبة نابته لبّاه وأظهر سرورا بمعونته ، ولم يتثبّط عنه. وقوله فلبّى : أي لبّاني لمّا دعوته. وقوله : فلبّي يدي مسور : أي / فلبي مسور متى دعاني ، أي إذا دعاني أجبته كما أجابني حين دعوته. وعبّر عن مسور بيدي مسور ، أي أنا أطيعه وأتصرف تحت مراده وأكون كالشيء الذي يصرّفه بيديه.
__________________
(١) ورد الشاهد في : النحاس ٥٢ / أوالأعلم ١ / ١٧٦ والكوفي ٧٣ / أوأوضح المسالك ش ٣٣١ ج ٢ / ١٩١ والمغني ش ٨٢٩ ج ٢ / ٥٧٨ وابن عقيل ش ٣ ج ٢ / ١٤ وشرح السيوطي ش ٧٧٨ ص ٩١٠ والأشموني ٢ / ٣١٣ والخزانة ١ / ٢٦٨
(٢) في المطبوع : لبّ.
(٣) وجاء في المخصص ١٣ / ٢٣٣ ما يؤكد تثنية (لبّي) من ثلاثة أوجه :
أحدها : إفراد (حنان) تارة ، وتثنيتها تارة أخرى في حنانيك.
والثاني : الإضافة إلى الظاهر مع وجود الياء في المفرد مثل لبي زيد.
والوجه الثالث : ما تقتضيه المبالغة من التثنية.