المّثّل ، ثم ضم الشماخ إليه بقية البيت. و (مواعيد) في بيت الشماخ منصوب (بأوعدتني) يريد : أوعدتني مواعيد مثل مواعيد عرقوب أخاه.
وعرقوب هذا هو عرقوب (١) بن صخر من العماليق ، وعد رجلا من العرب نخلة يطعمه طلعها ، فلما أطلعت أتاه يلتمس ما وعده فقال له : اتركها حتى تصير بلحا فتركها. فلما أبلحت أتاه ، فقال : اتركها حتى تصير بسرا. فلما أبسرت أتاه ، فقال : اتركها حتى ترطب. فلما أرطبت أتاه ، فقال : اتركها حتى تصير تمرا. فلما أتمرت عمد إليها عرقوب فجذّها بالليل. فجاء الرجل ورآها لا شيء فيها ، فضربت العرب بعرقوب المثل.
و (يترب) (٢) موضع على مثال (يرمع) وهو غير يثرب (٣).
__________________
(١) وجاء في الدرة الفاخرة ١ / ١٧٨ لبعض أصحاب المعاني أن (مواعيد عرقوب) : أي مواعيد فيها خلف لا أنهم يريدون رجلا بعينه. وفي القاموس (العرقوب) ١ / ١٠٣ أن العراقيب هي خياشيم الجبال ومن أقوالهم : جاءنا بأمر فيه عرقوب أي فيه التواء.
(٢) قرية بين اليمامة والوشم. البكري ٨٥٠
(*) عقب الغندجاني ـ على رواية ابن السيرافي (يترب) وما ذكره في تفسيرها ـ بقوله :
«قال س : هذا موضع المثل : يحيي البيض ويقتل الفراخ.
كثيرا ما يلهج ابن السيرافي بالتصحيف الفاحش ويدع الصريح الصرنقح جانبا. (يترب) هاهنا في وزن (يرمع) كما ذكره ابن السيرافي ـ تصحيف فاحش ، والصواب في هذا البيت (يثرب) وهي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تسمى في الجاهلية يثرب ، ثم جرت قصة عرقوب.
فأما (يترب وبلاد) فهما بلدان قريبان من حجر اليمامة ، تجود سهمانهما. والبيت من أبيات الشماخ. وهي :