(لبون) فاعل يأتيك. كأنه قال : ألم يأتيك لبون بني زياد؟ يريد : ألم يأتيك خبر لبون بني زياد وما صنع بها. فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، ويكون في (لاقت) ضمير يعود إلى (اللبون) ويكون (لبون) في نية التقديم كأنه قال : ألم يأتيك خبر لبون بني زياد بما لاقت.
ويجوز أن يقال : إن الباء في قوله (بما لاقت) زائدة ، وكأنه قال : ألم يأتيك ما لاقت لبون بني زياد؟ ويكون كقوله عز وجل : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (١).
و (محبسها) معطوف على فاعل (يأتيك) واللّبون : أراد بها جماعة الإبل التي لها لبن ، والقرشي : عبد الله (٢) بن جدعان التيمي ، وتشرى : تباع ويؤخذ بثمنها دروع وسيوف.
وسبب هذا الشعر أن الربيع بن زياد طلب من قيس بن زهير درعا ، فبينا هو يخاطبه والدرع مع قيس إذ أخذها الربيع وذهب بها ، فلقي قيس أمّ الربيع وهي فاطمة (٣) بنت الخرشب فأسرها ، وأراد أن يرتهنها حتى يرد عليه درعه الربيع. فقالت له : يا قيس أين عزب عنك حلمك ، أترى بني زياد مصالحيك وقد أخذت أمهم فذهبت بها ، وقد قال الناس ما قالوا؟ ويكفيك من
__________________
(١) سورة النساء ٤ / ٧٦
(٢) تقدمت ترجمته.
(٣) أنمارية غطفانية ، أم سبعة اشتهر منهم ثلاثة وصفوا بالكملة منهم : الربيع الكامل وأبوهم زياد بن سفيان العبسي. وفي أمثالهم «أنجب من فاطمة» ترجمتها في : الدرة الفاخرة ١ / ٢٢٥ وشرح الحماسة للمرزوقي ١ / ٤٧٠ والخزانة ٣ / ٣٦٤ ورغبة الآمل ٣ / ٤٤ وأعلام النساء ٣ / ١١٤٨