__________________
والقين والكربج والنسّاج
هذا أرقع ما جاء به ابن السيرافي ، ولو كان له حياء لما استحسن لنفسه أن يدخلها في مثل هذا التصحيف الشنيع ، ولكن لا دواء لمن لا حياء له.
والصواب : ما بالجزع من ملكان ، وملكان : جبل من بلاد طيىء ، وكان يقال له : ملكان الروم لأن الروم كانت تسكنه في الجاهلية مرة. وأنشدنا أبو الندى رحمه الله :
أبى ملكان الروم أن يشكروا لنا |
|
ويوم بنعف القور لم يتصرّم |
قال : ونظير (ملكان) في الوزن ورقان ، وهو الذي يقول فيه الخضريّ ـ وهو من بني خضر بن محارب بن خصفة :
لو انّ الشمّ من ورقان زالت |
|
وجدت مودّتي بك لا تزول |
فقل لحمامة الخرجاء سقيا |
|
لظلّك حيث يدركك المقيل |
ونظيره أيضا بدلان ، وهو الذي ذكره امرؤ القيس :
ليالينا بالنّعف من بدلان
ونظير ذلك كثير. وهذه الأبيات قالها عامر بن جوين الطائي في هند أخت امرىء القيس ابن حجر ، لمّا هرب من النعمان بن المنذر ونزل عليه ، فأراد عامر الغدر به ، فتحول عنه. وهي :
١) أأظعان هند تلكم المتحمّله |
|
لتحزنني أم خلّتي متدلّله |
٢) فما بيضة بات الظّليم يحفّها |
|
ويفرشها زفّا من الريش مخمله |
٣) ويجعلها بين الجناح ودفّه |
|
إلى جؤجؤ جاف بميثاء حومله |
٤) بأحسن منها يوم قالت : ألا ترى |
|
تبدّل خليلا إنني متبدّله |