الشاهد (١) فيه أنه حذف الواو من (هو) وهو ضمير منفصل. أراد (فبيناهو)
الشلو : العضو المقطوع ، ويقال لجسد الإنسان شلو. وصف رجلا ضلّ منه جمله ، وذهبت عنه صحابته ، ووصف ـ قبل وصفه الرجل الذى ضل عنه بعيره ـ حاله في هوى امرأة يحبها وشدة وجده بها ؛ بوجد هذا الرجل الذي ضلّ بعيره ، وفارقه أصحابه ، فباتت هموم نفس هذا الرجل شتى متفرقة ، يذهب عنه منها شيء ، ويجيئه شيء.
ويعدنه : يأتينه كما تأتي العوائد إلى المريض وإلى القتيل ينظرنه ، والعراء : الفضاء من الأرض. يريد أن الهموم يأتينه كما تأتي النساء إلى قتيل ينظرن إليه.
فبينا هو يشري رحل جمله الذي ضلّ عنه ـ أي يبيعه ـ سمع هاتفا ينشد الجمل ، يعرّفه. ورخو الملاط ورسل الملاط : سهل الجنب أملسه. والأطواق : جمع طوق ، عتاق : حسان ، والّلجين : الفضة ، والجرس : الصوت ، والصليل : صوت فيه شدة مثل صوت الحديد والفضة وما أشبه ذلك.
وقد أنشده أبو الحسن : (رخو الملاط نجيب) بالباء. وأنشد أيضا في كتابه في (القوافي) (٢) هذا البيت بالباء ، وأنشد معه بيتا بالراء وهو قوله (والعاقبات
__________________
(١) هذا الشاهد لم يرد في نص سيبويه ، وإنما أورده الأعلم في شرحه ١ / ١٤ وقدم له بقوله : «ومما أنشده الأخفش في الباب قول العجير السلولي : فبيناه يشري ..
ـ وقد ورد الشاهد بعد الأعلم في : الإنصاف ٢ / ٢٦٧ و ٢٦٨ و ٣٥٨ وشرح ملحة الإعراب ٦٨ والكوفي ١٦٠ / أوالخزانة ٢ / ٣٩٦
(٢) أورد الأخفش أبياتا من قصيدة العجير ، على قواف اختلفت حروف رويها ، ضربها مثلا على جواز ذلك عند العرب. قدم للأبيات بقوله : «وسمعت الباء مع اللام ، والميم مع الراء ، كل هذا في قصيدة. قال الشاعر
ألا قد أرى إن لم تكن أمّ مالك |
|
بملك يدي أنّ البقاء قليل |