ذكر سيبويه أن الجملة التي في أولها اسم قد شغل الفعل بضميره ، إذا وقعت في موضع خبر كان ، أو موضع المفعول الثاني ل (ظننت وحسبت) وكذلك خبر (إنّ) وخبر الابتداء ؛ اختير فيها أن يرفع الاسم بالابتداء ، ولا يجري مجرى الجملة التي تعطف على جملة قبلها. فيختار في الاسم أن ينصب بإضمار فعل ، لأن الجملة التي قبله مبنية على فعل. نحو : ضربت زيدا وعمرا كلمته.
وجعل الجمل التي تكون في موضع الأخبار بمنزلة الجمل (١) التي لا شيء قبلها ، لأنها من تمام الكلام ، ولم يجز فيها النصب لأنه لم يتم الكلام الذي قبلها ، وليست فيها حروف العطف كما يكون في الجمل المعطوفة.
ثم ساق كلامه في هذا المعنى ، واحتج لصحة ما ذكر بحجج واضحة ، ثم ذكر دخول لام الابتداء في قولهم : «قد علمت لعبد [الله](٢) تضربه» ليبين أن الجمل قد تقع في مواقع المفعولات ، وتكون في حكم الكلام الذي لم يتقدمه شيء ، لأن لام الابتداء لا تدخل إلا على كلام لا يتعلق بما قبله ، ويكون بمنزلة ما ليس قبله شيء.
ثم قال (١ / ٧٥) : («وإن شاء نصب» ويريد) (٣) وإن شاء نصب في جميع هذا الذي اختير فيه الرفع ، فأضمر له فعلا ، كما يفعل إذا ابتدأ الكلام فقال : زيدا ضربته. يريد أنه يجوز أن تقول : كنت زيدا مررت به ، وحسبتك عمرا لقيته. فكذا يفعل في (إنّ) فتقول : إني خالدا لقيته.
__________________
(١) في المطبوع : الجملة.
(٢) تتمة من الكتاب (١ / ٧٤) ليست في الأصل.
(٣) ما بين القوسين ساقط في المطبوع.