إضمار الفعل المتروك إظهاره. وذلك قولك : مررت به فإذا له صوت صوت حمار (١)»
أراد أن (صوت حمار) ينتصب (٢) بفعل مضمر تقديره : يصوّته صوت حمار ، ويخرجه صوتا مثل صوت الحمار.
وقال النابغة :
فعدّ عما ترى إذ لا ارتجاع له |
|
وانم القتود على عيرانة أجد |
(مقذوفة بدخيس النّحض بازلها |
|
له صريف صريف القعو بالمسد) (٣) |
فعدّ عمّا ترى : انصرف عنه ، يريد به انصرف عن الدار التي وقفت عليها تتذكر من كان يحلّ بها ، فانك لا ترتجع (٤) بحزنك وبكائك (٥) عليهم شيئا مما كنت فيه. وانم القتود : ارفعها ، يقال نميت الشيء أنميه (٦) إذا رفعته ،
__________________
(١) كذا في الكتاب. وفي الأصل «.. على المشبه به ..».
(٢) في المطبوع : ينصب.
(٣) ديوان النابغة ق ١ / ٧ ـ ٨ ص ٥ من معلقته المشهورة وفيه (صريف) الثانية بالنصب والرفع معا. وقال الأعلم : «ورفعه على البدل جائز» قلت : ولو أخذنا بحالة الرفع فذلك على حساب المعنى وإضعافه.
وروي الأول للنابغة في : اللسان (نمى) ٢٠ / ٢١٦ وعجزه في (فحد) ٤ / ٣٤١ والثاني في (دخس) ٧ / ٣٨٠ و (صرف) ١١ / ٩٣ و (قذف) ١١ / ١٨٤ و (بزل) ١٣ / ٥٤
والشاهد فيه : نصب (صريف) الثانية بفعل مضمر ، وقد ورد في : الكامل للمبرد ٢ / ٢٨٣ والنحاس ٥٢ / أوالأعلم ١ / ١٧٨ والكوفي ٢٥ / ب والأشموني ٢ / ٥٠٧
(٤) في المطبوع : لا ترجع.
(٥) في الأصل والمطبوع (وبكاك) بالقصر ، وقد أجمع النحويون على جواز قصر الممدود في ضرورة الشعر لا في الاختيار. انظر : الإنصاف (١٠٩) ص ٤٠١
(٦) وزعم بعض الناس أن ينمو لغة. انظر اللسان (نمى) ٢٠ / ٢١٦ وهي في المطبوع : أنميته.