تزلّ الوعول العصم عن قذفاته |
|
وتضحي ذراه في السّماء كوافرا |
(حذارا على أن لا تصاب مقادتي |
|
ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا) (١) |
اليفاع : الموضع العالي المشرف ، والممنع : الذي يمتنع على من أراده ، يريد به جبلا شامخا ، والحمولة من الإبل : ما كان يصلح أن يحمل عليه. أراد (٢) أن الذي ينظر إلى هذا الجبل يرى الراعي للإبل فوقه كأنه طائر لارتفاعه.
والوعول : جمع وعل ، وهو الذي يقال له تيس الجبل ، والعصم من الوعول : التي في أيديها بياض ، الذكر أعصم والأنثى عصماء (٣). والذرا : الأعالي الواحدة ذروة ، والكوافر : المتغطية بالسحاب. ويقال : قد كفر بالدرع إذا لبسها ، وسمي الليل كافرا لأنه ألبس كل شيء.
أراد أن أعالي هذا الجبل قد تغطت بالسحاب. والمقادة : القود ، وأراد : أن لا ينال إذلالي وقهري ولا تستعبد نسائي.
يقول : إني أحللت بيوتي في هذا الجبل العالي الممتنع ، حذرا من أن أنال بما أكره ونسبى نسائي.
والشاهد : نصب (حذارا) على أنه مفعول له (٤) ، والعامل فيه «حلّت».
[حذف عامل المفعول المطلق]
١٣ ـ قال سيبويه (١ / ١٧٧) في باب ما ينصب فيه المصدر المشبّه به على
__________________
(١) ديوانه ق ٢١ / ١٤ ـ ١٥ ـ ١٦ ص ١٣٣ من قصيدة قالها النابغة في مرض النعمان بن المنذر وجاء في عجز الأول : (تخال به) وفي عجز الثاني (وتضحي ذراه بالسحاب) وفي صدر الثالث (حذارا على أن لا تنال).
(٢) في الأصل والمطبوع : وأراد.
(٣) في الديوان ، عبارة ابن السكيت : وكل وعل أعصم. والذكر وعل ، والأنثى أرويّة وولده الغفر.
(٤) ورد الشاهد في : الأعلم ١ / ١٨٥ والكوفي ٢٥ / أ.