والعذير : الحال ، يريد كأنّ حالهم في هربهم منا وفرارهم ، حال نعام يبادر في العدو وهو فزع مذعور. وقوله : كانت طرائق : أي ضروبا ، لم تكن كلها قوية تصبر على العدو. والمنقية : التي فيها نقي وهو المخ ، والرّار : المخ الرقيق ، ومخ المهزول يرقّ. وأراد : بين منقية وذات رار فحذف.
وسلّى : موضع بعينه. ويروى :
كأنّهم برمل الخلّ قصرا
ولا شاهد فيه على هذه الرواية. والخلّ : موضع ، وقصرا : عشيا ، وقاق : صوّت وصاح. وذكر عن بعض شيوخنا أنه قال : العذير في هذا البيت : الصوت ، وقد ردّ عليه ، وعاد عليه : يريد : عاد عليه بالنفع والسلامة ، كون بعض هذه الخيل مهزولا ولا يمكن الطلب عليه ، ولو كانت سمانا للحقناه. وكانت بنو ضبّة غزت باهلة وعليهم حكيم بن قبيصة بن ضرار الضبي ، فهزمتهم باهلة ، وجرحوا حكيما ، وقتلوا عبيدة الضبي (١).
__________________
(*) عقّب الغندجاني على ما ذكره ابن السيرافي حول مناسبة البيتين بقوله :
«قال س : هذا موضع المثل :
فآب الكرام بالسبايا غنيمة |
|
وآب بنو نهد بأيرين في سفط |
جاء ابن السيرافي بغلطين فاحشين في تفسير هذا الشعر ، لأنه ذكر أن بني ضبة أغارت على بني باهلة فهزمتهم باهلة. وهذا بجهله بسلّى أنها في بلاد باهلة أو ببلاد ضبة ، وجاء بالأبيات أيضا متفرقة لا متوالية ، وفيها أيضا تقديم وتأخير.
والصواب ما أملاه علينا أبو الندى رحمه الله قال : أغار شقيق بن جزء الباهلي على بني ضبة بسلّى وساجر ، وهما روضتان لعكل ، إياهما عنى سويد ابن كراع بقوله :