وسبب هذا الشعر ، أن قوما من أهل الشام من جرم لقوا زيادا الأعجم وهم لا يعرفونه ، فاقتحمته أعينهم واحتقروه ، واستدلّوه على موضع تباع فيه الخمر ، فاشتروها ، وسخّروه في حملها ، فقال هذا الشعر.
وأراد بسويق الكرم : الخمر ، ثم قال : وما جرم وما ذاك السويق ، يريد أنهم لم يكونوا يشربون الخمر فيما سلف ، لبخلهم ، وأنهم كانوا لا يرتاحون إلى شربها وما شربوها في الجاهلية وهي لهم حلال ، ولا غالوا بثمنها ، لقلة رغبتهم في الدعوات وفي إنفاق المال.
[حذف المضاف ـ للايجاز]
١٥٠ ـ قال سيبويه (١ / ١٠٩) في باب من المجاز : قال شقيق بن جزء بن رباح الباهلي (١) :
وعاد عليه أنّ الخيل كانت |
|
طرائق بين منقية ورار |
(كأنّ عذيرهم بجنوب سلّى |
|
نعام قاق في بلد قفار) (٢) |
الشاهد (٣) فيه على حذف المضاف في قوله : كأنّ عذيرهم عذير نعام.
__________________
(١) تقدمت ترجمته في الفقرة (٩٤) واسم أبيه فيها (رياح) باثنتين وهو (رباح) بواحدة عند ابن بري في اللسان (كسق) ١٢ / ٢٠١ ولم تذكر مصادر ترجمته لدي اسم أبيه.
(٢) أورد سيبويه ثانيهما ونسبه إلى النابغة الجعدي وتبعه الأعلم ، واستند جامع شعر النابغة إليهما فقط ، فأثبت البيت مفردا في ديوانه ص ٢٤٢. والبيتان لشقيق بن جزء في : فرحة الأديب ٢٣ / أمن قصيدة ، وسيلي نصه. وروي الثاني للجعدي أو لشقيق بن جزء في : اللسان (كسق) ١٢ / ٢٠١ وبلا نسبة في (سلسل) ١٣ / ٣٦٥
(٣) ورد الشاهد في : الكامل للمبرد ٣ / ٣٢٢ والنحاس ٢٥ / أوالأعلم ١ / ١٠٩ والإنصاف ٤٥ والكوفي ٦٥ / أ.