وإنّ بني حرب كما قد علمتم |
|
مناط الثّريّا قد تعلّت نجومها) |
وكلّ بني العاصي سعيد ورهطه |
|
منازل مجد هابها من يرومها (١) |
مدح عبد الرحمن بهذا الشعر معاوية (٢) ، وذلك أنه لما هاجى عبد الرحمن ابن حسان عبد الرحمن (٣) بن الحكم أخا مروان بن الحكم ، وتسابّا وتشاتما ؛ عمد مروان إلى عبد الرحمن بن حسان فجلده ثمانين جلدة لأجل قذفه لعبد الرحمن بن الحكم ، فكتب ابن حسان إلى النعمان (٤) بن بشير الأنصاريّ وهو بالشام يخبره بما صنع به ، فدخل النعمان على معاوية فذكر له ما صنع بابن حسان ، فقال له معاوية : إنه قذف ، فقال له : إنه قد قال له عبد الرحمن بن الحكم مثل ما قال.
فكتب معاوية إلى مروان : ادفع عبد الرحمن بن الحكم إلى عبد الرحمن / ابن حسان حتى يجلده ثمانين ، وإلا بعثت النعمان بن بشير بعهده إلى المدينة حتى تأخذ له بحقه. فلما أتى الكتاب مروان ، دفع أخاه إلى ابن حسان فجلده ، فمدح عبد الرحمن بن حسان معاوية.
__________________
(١) ورد أولهما عند سيبويه وقد نسبه إلى الأخوص (بالمعجمة) ، وورد البيتان لعبد الرحمن بن حسان في شرح الكوفي ١٥٢ / أ. وروي الأول بلا نسبة في : المخصص ١٣ / ٥٤
(٢) هو الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان (ت ٦٠ ه) انظر : الوصايا ١٥٥ وثمار القلوب ٨٨ والكامل لابن الأثير ٣ / ٢٥٩ وما بعدها والإصابة (تر ٨٠٧٠) ٣ / ٤١٢
(٣) هو أخو الخليفة مروان بن الحكم لأمه ، أبو مطرّف. كان يهاجي عبد الرحمن ابن حسان. انظر الأغاني ١٣ / ٢٥٩
(٤) النعمان بن بشير الأنصاري ، أمير من ولاة معاوية ، خطيب وشاعر ، وإليه تنسب معرة النعمان بلد أبي العلاء (ت ٦٥ ه). ترجمته في : المعارف ٢٩٤ والأغاني ١٦ / ٢٨ والإصابة (تر ٨٧٣٠) ٣ / ٥٢٩ وحسن الصحابة ١٦٠