وسبب هذا الشعر أن عبيد الله بن زياد غضب على عبد الله بن همّام ، فهرب منه ومضى إلى يزيد بن معاوية وأقام عنده حتى آمنه ، وكتب له إلى عبيد الله بن زياد.
يقول : قد اعتذرت بحضرة يزيد عذرا ، شهد على صحته الناس ، والأمر إليك في قبوله وتركه ، وقد شهدوا أيضا أني أظهر عداوة من عاداك.
[العطف على خبر (ليس) المقترن بالباء]
١٤٥ ـ قال سيبويه (١ / ٣٣) في باب ما يجري على موضع الاسم الذي قبله : «وذلك قولك : ليس زيد بجبان ولا بخيلا ، وما زيد بأخيك ولا صاحبك. والوجه فيه الجر ، لأنك تريد أن تشرك بين الخبرين».
يقول سيبويه : إن العطف على ما عملت فيه الباء ، أولى من العطف على موضع الباء ، لأنه أقرب إلى المعطوف ، والعطف على ما قرب أولى من العطف على ما بعد. واحتج لقوة العطف على ما عملت فيه الباء ، بأنه أقرب إلى المعطوف. ثم قال : «ومما جاء في الشعر من الإجراء على الموضع قول عقيبة (١) الأسديّ» :
(معاوي إنّنا بشر فأسجح |
|
فلسنا بالجبال ولا الحديدا) (٢) |
الشاهد (٣) فيه أنه نصب (الحديد) وعطفه على موضع الباء.
__________________
عاذر لي. يريد إن كان لي في الناس عاذر أو غير عاذر. قلت : ووجه النصب أحفل بالمعنى دون حاجة إلى تكلف التأويل.
(١) تقدمت ترجمته وشيء مما يتعلق بموضع الاستشهاد في الفقرة (٨) وحاشيتها.
(٢) رواه سيبويه بالنصب وبعده البيت الآخر : (أقيموها بني حرب ..) ونسبهما كذلك إلى عقيبة.
(٣) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ٣٥٢ و ٣٧٥ و ٤٤٨ ومعاني القرآن ٢ / ٣٤٧ والمقتضب ٢ / ٣٣٨ والنحاس ١٩ / ب و ٨٤ / أوشرح الكتاب للسيرافي (خ) ١ / ٤٣١ وسر صناعة