أراد (١) : هات عذر الحي فيما فعل بعضهم ببعض ، وفي أنهم تعادوا وتباغضوا بعد أن كانوا حية (٢) الأرض ، أي أشدّ الناس ، وكانوا الذين يخافهم الناس ، بمنزلة الحية التي يحذرها كل إنسان.
بغى بعضهم بعضا بالعداوة والقتل والإهلاك فلم يرعوا على بعض ، يريد لم يبق بعضهم على بعض فلما تمزقوا وذهب أكثرهم صاروا أحاديث للناس ، يرفعون الأحاديث بهم ويخفضونها ، يريد يعلنونها ويسرّونها ، يعني أنهم حديث الناس في السرّ والجهر.
[إضمار (كان) مع اسمها]
١٤٤ ـ قال سيبويه (١ / ١٣٢) في المنصوبات : قال عبد الله (٣) بن همّام :
(وأحضرت عذري عليه الشهو ... |
|
د إن عاذرا لي وإن تاركا) |
وقد شهد الناس عند الإما ... |
|
م أني عدو لأعدائكا (٤) |
الشاهد (٥) فيه نصب (عاذرا) و (تاركا) وكل واحد منهما خبر ل (كان) والفعل المضمر : إن كنت عاذرا وإن كنت تاركا.
__________________
(١) ورد الشاهد ـ وفيه نصب (عذير) على المصدر ـ في : النحاس ٤٢ / ب وتفسير عيون سيبويه ٢٤ / أوالأعلم ١ / ١٣٩ والكوفي ٣٨ / أ. وعند النحاس : كأنه قال (اعتذارا).
(٢) وفي أمثالهم : أظلم من حية ، لأنها تجيء إلى جحر غيرها فتدخله وتغلب عليه. الدرة الفاخرة ١ / ٢٩٣
(٣) عبد الله بن همّام السلولي ، شاعر إسلامي له صحبة ، في الطبقة الخامسة عند ابن سلام ٢ / ٦٢٥ له أخبار مع معاوية ويزيد. (ت ١٠٠ ه). ترجمته في : الشعر والشعراء ٢ / ٦٥١ والخزانة ٣ / ٦٣٨
(٤) ورد البيتان للشاعر في مقطوعة في اللسان (رهن) ١٧ / ٤٨
(٥) ورد الشاهد في : النحاس ٤٢ / ب والأعلم ١ / ١٣٢ والكوفي ٣٣ / ب و ٣٨ / أ.
وأشار سيبويه إلى أنه نصب لأنه عنى الأمير المخاطب ، ولو لا ذلك لجاز الرفع فيقول : إن