خلا ممن كان ينزله. ومعنى قوله : «ومما جاء لا ينون» يريد أن (عهدي) مصدر مضاف إلى ضمير المتكلم ، ولا يجوز أن ينون المصدر وهو على هذا اللفظ ، كما كنت تفعل في الاسم الظاهر ، لأنك تنوّن الظاهر وتضيفه ، والاسم الذي بعده على لفظ واحد ، نحو ما ذكره من قولنا : عجبت من كسوة زيد أبوه ، بإضافة كسوة إلى زيد. ولو نوّنت (كسوة) ونصبت (زيدا) لم يصر في موضع زيد لفظ غيره. ولو فعلنا مثل هذا في ضمير المتكلم ، لجعلنا في موضع الياء التي له (أنا) فكنّا نقول : عهد بها أنا الحيّ الجميع. لأن الضمير المجرور ؛ لفظه يخالف لفظ الضمير المرفوع. والظاهر ؛ في موضع الرفع والجر والنصب على لفظ واحد.
(والميسر : الضرب بالقداح والتقامر على الجزر ، والنّدام : المنادمة) (١). يقول : كنت عهدت (٢) هذه الأحياء المجتمعة وهم بخير وحال حسنة ، يتنادمون ويتقامرون وينحرون ويطعمون الأضياف.
وعهدي : مبتدأ ، وضمير المتكلم هو في المعنى فاعل ، والحي : (٣) مفعول المصدر ، وميسر : مبتدأ ، وندام : معطوف عليه ، وفيهم : خبر المبتدأ ، والجملة في موضع الحال من الحي ؛ وقد سدّت الحال مسدّ الخبر ، وهو من قولهم : شربك السّويق ملتوتا ، وضربك زيدا قائما.
[معمول الصفة المشبهة]
١١ ـ قال سيبويه (١ / ١٠٠) قال النابغة (٤) :
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في المطبوع.
(٢) في الأصل والمطبوع : «في هذه الأحياء».
(٣) الشاهد فيه نصب (الحي) بالمصدر (عهدي) لأن معناه : عهدت بها الحي. وقد ورد الشاهد في : النحاس ٢٥ / ب والأعلم ١ / ٩٨ والكوفي ١٠ / ب.
(٤) زياد بن معاوية الذبياني. أبو أمامة ، الشاعر الجاهلي وحكم الشعراء في سوق عكاظ. ترجمته في : الشعر والشعراء ١ / ١٥٧ والأغاني ١١ / ٣ والعيني ١ / ٨٠ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٨ والخزانة ١ / ٢٨٧ و ٤٢٧