فإذا تنوّخ (١) ناقة ، لم يصل إليها ، فيعزلونه ويجيئون بغيره من الفحول التي يرضون نسلها ، والمحجوم : المشدود الفم. والمسحل : حمار الوحش ، والسّمحج : الأتان الطويلة على وجه الأرض ، وسراتها : أعلاها ، والنّدب : الأثر ، والكلوم : الجراحات. يريد أن هذه الأتان بها آثار من عض الحمار كأنها جراحات. وعضادة : جنب / ، والشّنج. المتقبض في الأصل ، ويراد به في البيت الملازم ، كأنه قال : أو محل ملازم جنب أتان سمحج لا يفارقها. يقول : كأن هذه الناقة بعد أن كلّت وضمرت بعير مسدّم أو مسحل. يشبّه الناقة بفحل من الإبل هائج. يريد أنها بعد كلالها عظيمة الجسم قوية النفس كهذا الفحل. (أو مسحل) عطف على مسدم. يريد كأنها فحل إبل أو حمار وحش ، يريد أنها تعدو كعدو الحمار ، وهى نشيطة كنشاطه.
وسيبويه يرى أن (فعلا) في الصفات يتعدى كما يتعدى (فاعل) ، وعنده أن هذا البيت يشهد بصحة ما يقول ، لأن العضادة منصوبة.
وزعم مخالفه أن (عضادة سمحج) منصوب على الظرف (٢). والذي يحتج له (٣) به أن العضادة ليست من الظروف ، لأنه يريد به جنبها ، وأعضاؤها ليست بظروف ، ألا ترى أنه لا يجوز أن تقول : هو شنج رجل سمحج! ويقوّي هذا أن بعض
__________________
(١) أي اعترضها اعتراضا من غير أن توّطأ له. أساس البلاغة (نوخ) ٩٩٤
(٢) من ذلك ما أورده شارح البيت في ديوان لبيد ص ١٢٥ من تفسيره بقوله : «كأنه قال عند عضادة سمحج» وأجتزىء برد القرطبي في تفسير عيون سيبويه ١٦ / أعلى هذا التوجيه المسيء للمعنى إذ يقول : «لو كان ظرفا لكان المعنى أن المسحل شنج متقبض في ناحية السمحج ، مهين قد شعفه عضّها ورمحها. فكيف يشبّه أحد ناقته بمسحل هذه صفته».
والرواية عنده (بسراته) ويبقى تفسيره صحيحا على الرواية الأخرى (بسراتها). فالمسحل يبقى منقبضا في ناحية الأتان. ومراد الشاعر غير ذلك.
(٣) أي لسيبويه.