قالوا لها إنّا طردنا خيله |
|
قلح الكلاب وكنت غير مطرّد |
(فلأبغينّكم قنا وعوارضا |
|
ولأقبلنّ الخيل لابة ضرغد) (١) / |
الشاهد (٢) فيه أنه نصب (قنا وعوارضا) وهما مكانان بأعيانهما ، وجعلهما مفعولين على السعة. وقوله : قالوا لها : يعني لامرأة كان يهواها من بني فزارة يقال لها أسماء ، يعني أن بني فزارة ذكروا لها أنهم هزموه وطردوه ،
__________________
(١) ديوانه ص ٥٥ وفيه : (الملا وعوارضا ولأوردنّ ..) ورويا له في المفضليات ق ١٠٧ / ٢ ـ ٣ ص ٣٦٣ وفيه : (فلأنعينكم الملا وعوارضا ولأهبطنّ ..) وفي شرح الاختيارات ق ١٠٧ / ٢ ـ ٣ ج ٣ / ١٤٩٦ وفيه : ويروى فلأنعينكم ، أي لأذكرنّ معايبكم وقبيح أفعالكم.
وقدم الأعلم للبيت الثاني في شرحه ١ / ٨٢ بقوله : «وأنشد سيبويه لطفيل الغنوي والصحيح أنه لعامر بن الطفيل». وقد نسبه سيبويه إلى عامر في نسخة الكتاب لدينا!
وروي البيت الثاني لعامر في : اللسان (ضرغد) ٤ / ٢٥٢ و (عرض) ٨ / ٤٧ و (قبل) ١٤ / ٥٧ وهو بلا نسبة في : المخصص ١٥ / ١٦٣ و ١٧ / ٤٧ وجاء في صدر البيت في المخصص ١٧ / ٤٧ (قبا) بالباء ، مستشهدا له ببيت الشاعر وقال : هو في طريق مكة وليس قباء المدينة.
ويبدو أن صواب الرواية (قنا وعوارضا) فقد أخذت بذلك أكثر المصادر ، وهما موضعان في البكري ٧٤٥ ، كما جاء في البكري ٧٤٣ أن قلح الكلاب موضع واستشهد له ببيت عامر المذكور ، وأشار إلى تفسيره بمعنى الذم.
(٢) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ١٠٩ والنحاس ٢٥ / أو ٣٥ / أوالإيضاح العضدي ١٨٢ والأعلم ١ / ٨٢ وأسرار العربية ١٨٠ والكوفي ٧٧ / أوالخزانة ١ / ٤٧٠ وقال ابن الأنباري : «الأصل أن تستعمل بحرف الجر ، إلا أنهم حذفوا الحرف في هذه المواضع ، ومن حقها أن تحفظ ولا يقاس عليها». فهي منصوبة على الظرفية شذوذا ، وهو أفضل لإثارته معنى الظرفية في الكلمة.