الأمور ، ولا يعرف ما في عواقبها (١) وما ستر عنه من أحوالها ، وجعل غوامض الأمور وعواقبها وما تؤول إليه بمنزلة البطون ، وجعل ما انكشف من أحوالها حتى عرف بمنزلة الظهور.
[أحوال النصب في الأمكنة المختصة]
١١٨ ـ قال سيبويه (١ / ٨٢) قال عامر بن الطفيل :
__________________
(*) قال الغندجاني حين بلغ ابن السيرافي هذه العبارة في شرحه :
«قال س : هذا موضع المثل :
ومارست الأمور بغير حزم |
|
فما تدري أغثّ أم سمين |
لم يعرف ابن السيرافي ثالث البيتين ، وهو جواب قوله : (فإن تكن). والصواب في قوله (فللدهر) : وللدهر والدنيا ، بالواو ، فظن أن ذلك جواب ، وإنما هو موضع تمام المصراع اعتراض بين إن وجوابها. والأبيات :
١) تبكي على لبنى وأنت تركتها |
|
وكنت عليها بالملا أنت أقدر |
ومعنى قوله : (وأنت عليها أقدر) أنه قد خدع عنها حتى طلّقها ، فندم على طلاقها :
٢) فإن تكن الدنيا بلبنى تقلّبت |
|
وللدّهر والدّنيا بطون وأظهر |
ومعنى قوله : بطون وأظهر : شدة ورخاء.
٣) فقد كان فيها للأمانة موضع |
|
وللكفّ مرتاد وللعين منظر |
٤) وللحائم العطشان ريّ يقوته |
|
وللمرح الذّيال خمر ومسكر |
٥) كأني في أرجوحة بين أحبل |
|
إذا ذكرة منها على الأرض تخطر» |
(فرحة الأديب ١١ / ب)