الشاهد (١) فيه أنه نصب (زحّارا أنانا) بإضمار فعل.
يخاطب المغيرة بذلك أخاه صخرا ؛ وأتاه يسأله شيئا فلم يعطه. يقول : بلوناك وعندك فضل مال حين احتجنا إلى من يرفدنا ويقوم بشأننا ، فلم ننتفع به ، ولم تعطنا منه شيئا ، كأن رحالنا ـ لمّا وافينا إليك وحططناها عن إبلنا ـ حطّت عند رجل من أهل عمان ، بعيد النسب منا لا يعرفنا.
والعفر : جمع أعفر وهو الأبيض ، واللهازم : جمع لهزمة (٢) ، يريد أنه شيخ من أهل عمان ، يريد من الأزد. فكيف جمعت هذه الأخلاق المذمومة ، تحرص وتسأل وأنت غنيّ ، وإن افتقرت شكوت وتوجعت ولم تصبر؟!
[إعمال اسم الفاعل على نية التنوين]
٩٩ ـ قال سيبويه (١ / ٩٥) قال شريح (٣) بن عمران من بني قريظة ، ويقال : إن الشعر لمالك (٤) بن العجلان الخزرجيّ :
بين بني جحجبى وبين بني |
|
زيد وأنّى لجاري التّلف |
(الحافظو عورة العشيرة لا |
|
يأتيهم من ورائهم وكف) (٥) |
__________________
الكوفي ١١٥ / ب والأول والثالث للشاعر في : اللسان (زحر) ٥ / ٤٠٨ وفي عجز الأول (عند عسرتنا) والثالث للشاعر في (أنن) ١٦ / ١٦٨ وفيه (أراك جمعت مسألة وحرصا) وعجزه بلا نسبة في : المخصص ٢ / ١٤١
(١) ورد الشاهد في : النحاس ٥١ / أوالأعلم ١ / ١٧١ والكوفي ١١٥ / ب. وقال الأعلم : نصب (أنانا) على المصدر المؤكد. والمعنى تزحر أنينا. وهو حسن في أداء معنى واف بعبارة أوجز.
(٢) وهي الناتىء تحت الأذن.
(٣) لم تذكره المصادر لدي.
(٤) شاعر فارس مقدام ، أعزّ أهل يثرب في الجاهلية. انظر الأغاني ٣ / ١٨ وما بعدها.
(٥) أورد سيبويه ثانيهما ونسبه فقط إلى رجل من الأنصار. والشعر لمالك بن العجلان