الشاهد (١) فيه على (٢) أنه حذف النون من (الحافظون) ونصب (عورة العشيرة) ولم يحذفها للإضافة.
وجحجبى : بطن من الأنصار ، وبنو زيد : بطن منهم أيضا. يريد أن هؤلاء يمنعون من ضيم من يجاورهم ويكون في ذمتهم (٣). (فأنّى لمن يجاورني التلف) : أي كيف يتلف أو كيف يضيع له مال. لأن من يكون / هؤلاء أنصاره لا يقدم أحد على إتلافه أو إتلاف شيء من ماله.
و (الحافظو) مرفوع لأنه مدح ، وهو مرفوع على خبر مبتدأ محذوف ،
__________________
في : جمهرة أشعار العرب ١٢٢ من قصيدته المسماة المذهّبة ، ولم يرد فيها البيت الثاني ، بل ورد في مذهبة أخرى لعمرو بن امرىء القيس ، وقد تداخلت بعض أبيات القصيدتين للشبه بينهما في الوزن والقافية والجو العام وكثير من المعاني الجزئية ، وقد أورد البغدادي قدرا صالحا من هاتين القصيدتين في الخزانة ٢ / ١٨٩ وما بعدها. فارجع إليهما ثمة.
(١) ورد الشاهد في : النحاس ٢٢ / ب والإيضاح العضدي ١٤٩ والأعلم ١ / ٩٥ وشرح الأبيات المشكلة ٢١٢ والكوفي ٩ / أو ١١٨ / أو ١٥٢ / ب والأشموني ٢ / ٣٠٩ والخزانة ٢ / ١٨٨ و ٣٣٧ و ٤٨٣ و ٣ / ٤٠٠ و ٤٧٣
وقال النحاس : نصب على معنى : والحافظون عورة ، بنيّة التنوين. وقال ابن خلف في الخزانة ٢ / ١٨٨ : «فكأنه قال : الذين حفظوا عورة ، لأنها في معنى الموصولة» وجعل الأعلم حذف النون استخفافا ، لطول الاسم. وقال ابن السراج في الخزانة : «ولو جر لكان الجيد الصواب».
وعندي أن النصب ـ في هذه الحالة ـ أقرب إلى أداء المراد من المعنى ، لما فيه من إشعار بقيامهم بالأمر وفعلهم له.
(٢) (على) ساقطة في المطبوع.
(٣) في الأصل والمطبوع : (في ذمته) وهو سهو.