فأراد أنها إذا أرادت شيئا أحضرت لها أشياء حتى تتخير منها ، واراد أنها من نعمتها تتخير / بعض الشجر على بعض ؛ وتطلب ألين المساويك وأنعمها ، وتنخّل : تخيّر.
[في تكرار الاسم بلفظه الظاهر]
٨٩ ـ قال سيبويه (١ / ٣١) قال الفرزدق :
(لعمرك ما معن بتارك حقّه |
|
ولا منسىء معن ولا متيسّر) |
أتطلب يا عوران فضل نبيذهم |
|
وعندك يا عوران زقّ موكّر (١) |
الشاهد (٢) فيه أنه رفع (منسىء) ولم يعطفه على الخبر المتقدم ، ولو عطفه لصار المعطوف على الخبر الأول خبرا عن (معن) الأول ، وكان (معن) الثاني يرتفع (بمنسىء) وما كان لمعن الأول ، فرفعه بالابتداء وجعل (منسىء) خبرا عنه ، وجعل الكلام جملة معطوفة على جملة.
ويجوز : ولا منسىء معن ؛ ويعطفه على الأول ، ويجعل (معن) الثاني
__________________
(١) ديوان الفرزدق ١ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥ و (معن) الوارد في الشعر ليس معن بن زائدة المعروف كما توهم الأعلم ، فبينهما عشرات السنين : وفاة ابن زائدة سنة ١٥٨ ه وتوفي الفرزدق سنة ١١٠ ه. هذا إلى ما عرف به ابن زائدة من الجود والسماحة. وجاء في الخزانة ١ / ١٨١ أن معنا المقصود رجل بالبادية كان يبيع بالنسيئة ، ويضرب به المثل في شدة التقاضي ، قال سيار بن هبيرة يعاتب أخويه :
يؤذنني هذا ويمنع فضله |
|
وهذا كمعن أو أشدّ تقاضيا |
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٢٧ / أوالأعلم ١ / ٣١ والكوفي ١١ / ب و ٩٧ / أوالخزانة ١ / ١٨١
وقال النحاس : أظهر الاسم مرتين وهو (معن) وإنما كان حقه أن يقول : ولا منسىء ولا متيسّر.