الشاهد (١) فيه على إعمال الفعل الأول وهو (تنخّل) كأنه قال : تنخل عود إسحل فاستاكت به.
والمداري : جمع مدرى وهو الذي يدخل في الشعر ، نحو الإصبع وأطول. والعوازب : البعيدة. يريد أن بعض المداري يبعد من بعض لكثافة شعرها وكثرته إذا أرسلته ، يعني إذا نشرت ذوائبها وحلّت ضفائرها فهو كثير ، وإذا ضفرت ذوائبها وعقصت شعرها فهو كثير. يريد أنه كثير على كل حال. والأراك : شجر تعمل منه المساويك.
__________________
٧) يزين مراد العين ما بين جيبها |
|
ولبّاتها أجواز جزع مفصّل |
٨) كجمر غضا هبت له ـ وهو ثاقب |
|
بمروحة لم تستتر ـ ريح شمأل |
٩) ووحف يغادى بالدّهان كأنه |
|
مديد غذاه السيل من نبت عنصل |
١٠) إذا هي لم تستك بعود أراكة |
|
تنخّل فاستاكت به عود إسحل |
فانظر الآن كم بين البيتين على ما أورده ابن السيرافي!».
(فرحة الأديب ٤٣ / أوما بعدها)
أقول : إن رواية الغندجاني هذه ينقصها البيت الذي جره إلى كل هذا ، وقد توهم أنه هو البيت الذي ورد عنده أولا ، والصواب أنه بيت آخر وإن اتفق العجز فيهما.
والبيت الساقط من روايته هو :
تظلّ مداريها عوازب وسطه |
|
إذا أرسلته أو كذا غير مرسل |
ومكانه قبل البيت الأخير فيما أورده. انظر لذلك ديوان طفيل ق ٦ / ٥ ، ١٤ ، ١٥ ص ٣٥ وما بعدها.
(١) ورد الشاهد في : الإيضاح العضدي ٦٨ والأعلم ١ / ٤٠ والكوفي ٩٢ / أو ٢٧٨ / أوالأشموني ١ / ٢٠٥ وأجاز الكوفي ٢٧٨ / أجرّ (عود إسحل) بدلا من الضمير في (به) تفسيرا للفاعل المضمر. وهو وجه مقبول يغني عن التقديم والتأويل.