وقال طفيل (١) الغنويّ :
ورادا وحوّا مشرفا حجباتها |
|
بنات حصان قد تعولم منجب |
(وكمتا مدمّاة كأنّ متونها |
|
جرى فوقها واستشعرت لون مذهب) (٢) |
الشاهد (٣) فيه على إعمال الثاني وإضمار الفاعل في الأول على شرط التفسير.
والوراد : جمع ورد وهو / الذي ليست حمرته بشديدة ، والحوّ : جمع أحوى وهو الذي بين الأخضر والأسود والأدهم ، والحجبات : أطراف عظام الوركين التي تلي الظهر ، وتعولم : تعالمه الناس ، تعارفوه ، عرفه بعضهم من بعض والمدمّى : الشديد الحمرة ، يقال أحمر مدمى ، واستشعرت لون مذهب : جعلته شعارا لها ، كأنها لصفاء لونها وحسنه قد لبست لونا مذهبا.
__________________
(١) طفيل بن عوف الغنوي. شاعر جاهلي عاصر النابغة ، وكان يسمى طفيل الخيل لكثرة وصفه إياها. ترجمته في : الشعر والشعراء ١ / ٤٥٣ والمؤتلف (تر ٤٧٢) ١٤٧ و (تر ٦٣١) ١٨٤ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٣٦٢ والخزانة ٣ / ٦٤٣ ورغبة الآمل ٢ / ١٤٦ ومقدمة ديوانه.
(٢) ديوان طفيل ق ١ / ٢٣ ـ ٢٤ ص ٧ من قصيدة قالها في غزوة غنيّ على طيّىء وأخذها السبايا منها. وروي الأول للشاعر في : اللسان (حدب) ١ / ٢٩١ والثاني في (كمت) ٢ / ٣٨٧ و (شعر) ٦ / ٨١ و (دمى) ١٨ / ٢٩٥
كمت جمع أكمت ، و (الكميت) يستعمل للذكر والأنثى على السواء ، والعرب تقول إنه أقوى الخيل وأشدها حوافر. وقال الخليل إنه صغّر لأنه بين السواد والحمرة ، كأنه لم يخلص له واحد منهما.
انظر : شرح أبيات المفصل ١٩٥ / أواللسان (كمت) ٢ / ٣٨٧
(٣) ورد الشاهد في : شرح الكتاب للسيرافي ١ / ٤٥٩ والإيضاح العضدي ٦٨ والأعلم ١ / ٣٩ والإنصاف ٥٨ وشرح أبيات المفصل ١٩٥ / أوالكوفي ٩١ / ب و ٢٧٨ / أوالأشموني ١ / ٢٠٤.