سيبلغهنّ وحي القول عني |
|
ويدخل رأسه تحت القرام |
(أسيّد ذو خريّطة نهارا |
|
من المتلقّطي قرد القمام) (١) |
الشاهد (٢) : في أنه أضاف (المتلقطي) وأصله المتلقطين ، ذهبت النون للإضافة.
ذكر نسوة أرسل إليهن رسولا لا يعلم أنه رسوله ، ولا يكون مثله رسولا للفرزدق. وأسيّد (٣) : تصغير أسود ، وخريّطة : تصغير خريطة. يريد : معه خريطة يتلقط فيها من القمامات التي يلقيها الناس بأفنيتهم ، وهي قطع الصوف ، والصوف القرد : الذي يتعقد منه كأنه فلكة أو أصغر منها ، والقرام : الستر ، والوحي : ما يشار به إشارة لا يصرّح به لئلا يفطن به. وقوله (نهارا) أراد به : يرسل إليها على يد هذا الأسود الذي يأخذ الصوف والقمامة بالنهار ، لأنه لا ينكر أن يدخل البيوت مثله.
[تنازع الفعلين]
٨٥ ـ وقال سيبويه (١ / ٣٧) في : «باب الفاعلين والمفعولين» (٤)
__________________
(١) ديوان الفرزدق ٢ / ٨٣٥ من قصيدة قالها يمدح هشام بن عبد الملك ، وجاء في عجز الثاني (قرد القسام) ورويا للشاعر في : اللسان (قرد) ٤ / ٣٤٧
(٢) ورد الشاهد في : معاني القرآن ٢ / ٢٢٦ والأعلم ١ / ٩٥ والكوفي ٩٣ / ب.
وعند سيبويه أن هذه النون لم تحذف للإضافة ، ولا ليعاقب الاسم النون ؛ ولكن حذفوها حين طال الكلام. وكأنّ الفراء يؤكد ذلك حين أورد (قرد) بالنصب والجر وقال : وإنما جاز النصب لأن العرب لا تقول في الواحد إلا النصب فيقولون : هو الآخذ حقّه ، فينصبون (الحق) والنون مفقودة ، فبنوا الاثنين والجمع على الواحد فنصبوا بحذف النون ، ولو خفض في الواحد لجاز ذلك.
(٣) جاء في اللسان (قرد) ٤ / ٣٤٧ أنه عنى بالأسيّد هنا سويداء ، وقال : من المتلقطي قرد القمام ؛ ليثبت أنها امرأة ، إذ لا يتتبع قرد القمام إلا النساء.
(٤) تقدم نظير ذلك في الفقرة (١٧).