يقول لامرأته : لا تجزعي على ما أنفقته من مالي أجود به وأعطي من سألني ، فإني إن بقيت اكتسبت وسعيت في أمر المال حتى أناله ، وإنما ينبغي أن تجزعي إذا متّ ، لأنه لا يكون لك من يسعى سعي.
والشاهد (١) فيه على نصب (منفسا) بإضمار فعل تقديره : إن أهلكت منفسا أهلكته.
[إعمال (ما) عمل ليس]
٧٢ ـ قال سيبويه (١ / ٢٩) في باب (ما) (٢) : «فإن قلت ليس زيد إلا ذاهبا ، أدخلت ما يوجب كما أدخلت ما ينفي ، فلم تقو (ما) في قلب المعنى ، كما لم نقو في تقديم الخبر».
يعني أن (ما) على مذهب أهل الحجاز تعمل ما دامت على ترتيب الأصل
__________________
(١) ورد الشاهد في : المقتضب ٢ / ٧٦ والكامل ٣ / ٣٠٠ وفصيح ثعلب ٨٨ والنحاس ٣٣ / أوالأعلم ١ / ٦٧ والكوفي ٢٥ / أ، ٣٩ / أ، ١٤٦ / ب وابن عقيل ش ١٥٧ ج ١ / ٣٥٧ وعنده برفع (منفس) وشرح السيوطي ش ٢٦٣ ص ٤٧٢ وش ٦٤٠ ص ٨٢٩ وعنده بالنصب والرفع والأشموني ١ / ١٨٨ وعنده بالرفع والخزانة ١ / ١٥٢
ذكر ابن عقيل أن الاسم يجب نصبه إذا وقع بعد أداة لا يليها إلا الفعل كأدوات الشرط ، وأجاز بعضهم رفعه.
وجاء في تعليق البغدادي على الشاهد بأن الكوفيين يضمرون فعلا رافعا (إن هلك منفس) وأما البصريون فقد رووه بالنصب وقدّروا له فعلا ناصبا يفسره المذكور (أهلكت منفسا أهلكته) وهو المقبول لتوافق المعنى ؛ إذ قدرنا فعلا لا يغاير المذكور الذي أراده الشاعر.
(٢) عنوانه لديه (١ / ٢٨): «باب ما أجري مجرى (ليس) في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز ، ثم يصير إلى أصله».