[استعمال المصدر الميمي مكان المصدر]
٧٠ ـ قال سيبويه (١ / ١١٩) في باب ما يكون من المصادر مفعولا : «وكذلك المعصية بمنزلة العصيان والموجدة بمنزلة الوجدان ، لو كان الوجد يتكلم به» (١).
يريد أن (المفعلة والمفعلة) في هذه المصادر تجري مجرى المصادر التي هي أصل ، وربما ترك المصدر الذي هو الأصل على (فعل) واكفوا ب (المفعلة). فمن ذلك (الموجدة) مصدر وجدت على فلان إذا غضبت عليه. والوجد في الحزن : وجدت به وجدا إذا حزنت على مفارقته.
وقد أتى الوجد في معنى الغضب ، وهو عندي معنى قول الهذليّ (٢).
وتضمر في القلب وجدا وخيفا (٣)
وقال ابن أحمر :
لدن غدوة حتى كررن عشيّة |
|
وقرّبن حتى ما يجدن مقرّبا |
(تداركن حيّا من نمير بن عامر |
|
أسارى تسام الذّلّ قتلا ومحربا) (٤) |
__________________
(١) عبارة سيبويه : «وكذلك تجري المعصية مجرى العصيان ، والموجدة بمنزلة المصدر لو كان ..».
(٢) هو صخر الغيّ الهذلي من شعراء الدولة الأموية ، متعصب لبني مروان.
ترجمته في : ألقاب الشعراء ـ نوادر المخطوطات ٧ / ٣٠٠ وأعلام النساء ٣ / ١٣٧١
(٣) عجز بيت للشاعر روي في ديوان الهذليين. القسم الثاني ٧٤ وصدره :
فلا تقعدنّ على زخّة
وفي أمالي القالي ١ / ٢١٠ أنّ خيف جمع خيفة وهي الخوف ، والزّخّة هنا الحقد والغيظ.
وروي البيت للشاعر في : اللسان (زلخ) ٣ / ٤٩ و (خوف) ١٠ / ٤٤٨ وبلا نسبة في : المخصص ١٢ / ١٢٢ ـ وقد ورد الشاهد في : الكوفي ٢٩ / ب ، وقال «وقد حكى سيبويه : ما أنت إلا ضربا تريد تضرب ضربا».
(٤) ديوان ابن أحمر ق ٤ / ٣ ص ٤٠ ورد فيه البيت الثاني فقط ، أما الأول فقد خلت