لم يذمني. وقوله : ألوي عليك : أي أعطف عليك ، لو أنّ لبّك يهتدي : أي (١) لو أن قلبك يقبل النصيحة. و (هل لامني) هو جواب عمّرتك الله.
وقال سيبويه في الباب المتقدم (١ / ١٦٣) : «زعم أبو (٢) الخطاب أن (سبحان الله) كقولك : براءة الله من السوء».
ذكر سيبويه (براءة) مضافة إلى اسم الله ، كما يضاف (سبحان) إذا قلت سبحان الله. و (براءة) منونة غير مضافة ، كما تترك إضافة سبحان (٣) قال الأعشى :
(أقول لمّا جاءني فخره |
|
سبحان من علقمة الفاخر) (٤) |
فسبحان في هذا البيت غير مضاف ، إلا أن (براءة) منصرف لأنها نكرة وإن كانت منونة ، و (سبحان) لا ينصرف لأنه معرفة وفي آخره الألف والنون (٥).
__________________
(١) في الأصل والمطبوع (أو).
(٢) هو الأخفش الأكبر ، أحد شيوخ سيبويه ، واسمه عبد الحميد بن عبد المجيد ، مولى قيس بن ثعلبة (ت ١٧٧ ه). ترجمته في : أخبار النحويين البصريين ٣٧ وبغية الوعاة ٢ / ٧٤
(٣) في المطبوع : سبحان الله.
(٤) ديوان الأعشى ق ١٨ / ٣٠ ص ١٤٣ من قصيدة قالها يهجو علقمة بن علاثة ويمدح عامر بن الطفيل ، في المنافرة التي جرت بينهما.
وروي البيت للأعشى في : اللسان (سبح) ٣ / ٢٩٩ وبلا نسبة في : المخصص ١٥ / ١٨٧ و ١٧ / ١٦٣
(٥) على هذا الأساس شرحها ابن سيدة في المخصص ، وذكر البغدادي أن الاستراباذي رد هذا القول ورآه من قبيل المضاف ، أي (سبحان الله) حذف المضاف إليه وأبقى المضاف على حاله من التجرد عن التنوين ، وقد ينون في الشعر. كما ذكر رأيا للراغب يقول بأن (سبحان) مضاف إلى علقمة و (من) زائدة. ويضعّف هذا أن العرب لم