ثم استشهد على استعمال الفعل من (عمرك الله) بقول ابن (١) أحمر :
(عمّرتك الله الجليل فإنني |
|
ألوي عليك لو أنّ لبّك يهتدي) |
هل لا مني من صاحب صاحبته |
|
من حاسر أو دارع أو مرتدي (٢) |
يخاطب امرأة يقول لها عمّرتك (٣) الله ، أي سألتك بوصفك الله بالبقاء ، هل علمت أن أحدا صاحبني من الناس لا مني على فعل فعلته ، من أحد حاسر : وهو الذي لا درع عليه ، أو دارع : وهو الذي عليه الدرع ، والمرتدي : الذي عليه الرداء. يريد أنّ (٤) كل من صاحبني على اختلاف أحوالهم وهيئاتهم وأخلاقهم
__________________
(١) عمرو بن أحمر بن العمرّد الباهليّ ، شاعر مخضرم معمّر ، أسلم وشارك في الفتوح ، عرف بالفصاحة وكثرة الغريب (ت ٦٥ ه). ترجمته في : الشعر والشعراء ١ / ٣٥٦ والأغاني ٨ / ٢٣٤ والمؤتلف (تر ٧٥) ص ٣٧ وجمهرة الأنساب ٢٤٥ ومعجم الشعراء ٢١٤ والإصابة (تر ٦٤٦٨) ٣ / ١١٢ والخزانة ٣ / ٣٨
(٢) ديوان ابن أحمر ق ١٢ / ٣٠ ـ ٣١ ص ٦٠ وروي الأول بلا نسبة في : المخصص ١٧ / ١٦٤ واللسان (عمر) ٦ / ٢٨٠
(٣) عند سيبويه : بمعنى نشدتك الله. وعند الكسائي : سألت الله أن يعمّرك كأنه قال : عمّرت الله إياك. وعند الأعلم : ذكّرتك الله ، فكأنه جعل تذكيره عمارة لقلبه. وأرى أن تفسير الكسائي أقربها قبولا واستكمالا ؛ فالتركيب دعاء بطول العمر. انظر اللسان (عمر) ٦ / ٢٨٠
ـ وقد ورد الشاهد في : المقتضب ٢ / ٣٢٩ والنحاس ٥٠ / أوالأعلم ١ / ١٦٣ والكوفي ٢٩ / أو ٨٤ / ب.
ويذكر الكوفي ٢٩ / أللأخفش رأيا مغايرا بأن تقول : «عمرك الله. برفع لفظ الجلالة فاعل والكاف مفعول بمعنى يذكرك الله بالبقاء». فلم يستغن إذن عن التأويل بالفعل ، والفعل عمّرتك أكثر انسجاما مع الأسلوب العربي في الدعاء.
(٤) (أنّ) ليس في المطبوع.