يخاطب نفسه ويقول : أتشكّ عينك في أنها ليست ترى الأظعان التي تسير؟ أم تستبينها : أم تبيّنها ، وحزوى (١) : موضع معروف ، والأظعان : الهوادج فيها النساء ، و (من الأظعان) متصل بقوله (أفي مرية) والآل : ما يكون في أول النهار قبيل السراب ، ويحسر : يذهب ، ويكتسي الآل : أي يتغطى بالآل ، يريد أن الآل يستره ، و (دونها) : هو المكان الذي بينه وبين الأظعان ، وفي (تبدو) ضمير من الأظعان. يعني أنّ الآل إذا ذهب رأى الأظعان ؛ وإذا حجز الآل بينه وبينها استترت عنه (٢). وقوله (وأخرى) : في موضع نصب على الظرف وهو ظرف من الزمان. والمعنى : ومرة أخرى يكتسي الآل دونها (٣) ، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه (٤).
[في إعراب (عمرك الله) وأشباهه]
٦٩ ـ قال سيبويه (١ / ١٦٢ ـ ١٦٣) في : «باب من المصادر ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره ، ولكنها مصادر وضعت موضعا واحدا لا تتصرف في الكلام .. (فقعدك) تجري هذا المجرى». يريد أن (قعدك) بمنزلة (عمرك) «وإن لم يكن له فعل» يعني وإن لم يكن (لقعدك) فعل.
يريد أن بعض المصادر قد يترك استعمال الفعل فيه ، ويكون بمنزلة ما استعمل فعله. فقعدك الله بمنزلة وصفك الله بالثبات وأنه لا يزول. يريد سألتك بوصفك الله بالثبات ، ثم حذفت الفعل والتاء. ولا يستعمل الفعل فيه ولا حرف ، وهو مصدر لا يتصرف ، أي لا يستعمل في غير هذا الموضع من الكلام ، ولا يستعمل إلا مضافا.
__________________
(١) موضع في ديار تميم. البكري ٢٧٩
(٢) في الأصل والمطبوع : عنها.
(٣) لم يورد هذا الشاهد سوى الكوفي ٨٤ / أ
(٤) في الأصل والمطبوع : فحذف الصفة وأقام الموصوف مقامها.