يريد : أرى الموت لا يسبقه شيء (١). وأراد : نغص الموت عيش ذي الغنى وعيش الفقير. والآبد الفرور (٢) : الوحشي ، ويردي : يهلك ، والنيّق : رأس الجبل ، والوكور : جمع وكر وهو بيت الطائر.
يعني أن الموت يدرك [كلّ](٣) حي ، ولا يمتنع منه شيء.
[النصب على الحث (الإغراء)]
٥٤ ـ قال سيبويه (١ / ١٢٨) في : «باب ما جرى من الأمر والنهي على الفعل المستعمل إظهاره» (٤). قال مسكين (٥) الدارميّ :
__________________
من (يبتنين) لو لا أن سلبها هذه المزية تقدّم (النيق) وهو أعلى مكان في الجبل. كما أن (نغص) تفضل (نقض) كثيرا لمن تأملها.
وروي البيت الأول لعدي أو لسوادة في : اللسان (نغص) ٨ / ٣٦٨
(١) في الأصل والمطبوع : أرى لا الموت يسبقه شيء.
(٢) في المطبوع : (الغرور) بالمعجمة ، في الشرح والشعر ..
(٣) زيادة يقتضيها السياق.
ـ وقد ورد الشاهد في : النحاس ٢٧ / أوالأعلم ١ / ٣٠ وشرح الأبيات المشكلة ٧٨ وإملاء ما منّ به الرحمن ٣٢ و ٤٨ والكوفي ٤٩ / ب و ٥٦ / أوالمغني ش ٧٥٤ ج ٢ / ٥٠٠ وشرح السيوطي ش ٧٣٥ ص ٨٧٦ والخزانة ١ / ١٨٢ و ٢ / ٥٣٤ ولم ينكر النحاس هذا التكرار الظاهر ، بل «اتّخذ حجة لنقول مثل : ما زيد ذاهبا أبو زيد ، ونحن نريد ما زيد ذاهبا أبوه». قلت : وهو قبيح ما دام الإضمار لا يورث لبسا. وقد أصاب الأعلم في مقياسه لحسن التكرار وهو أن يكون في جملتين ، لأن المرء قد يسكت بعد الجملة الأولى ثم يستأنف فيلتبس المعنى. كقولك : زيد شتمته ، وزيد أهنته. كما أصاب العكبري حين أدرك أن التفخيم هو غاية التكرار في هذا الشاهد وسر قبوله وتأثيره.
(٤) عنوان الباب لديه : «.. على إضمار الفعل المستعمل إظهاره ، إذا علمت أن الرجل مستغن عن لفظك بالفعل».
(٥) اسمه ربيعة بن عامر الدارمي ، شاعر من أشراف تميم. ولقب مسكينا ببيت قاله