يقول لعاذلته : ذريني من عذلك على ما أفعله ، فما وجدتني سفيها مضيّع الحلم. والمعنى واضح.
[تكرار الظاهر دون ضميره في كلامهم]
٥٣ ـ قال سيبويه (١ / ٣٠) : «وتقول : ما زيد ذاهبا ولا محسن زيد ، بالرفع أجود ، وإن كان يريد الأول ، لأنك لو قلت : كان زيد منطلقا زيد ، لم يكن حدّ الكلام. وكان هاهنا ضعيفا ، ولم يكن كقولك : ما زيد منطلقا هو ، لأنك قد استغنيت عن إظهاره» (١).
قال : «وقد يجوز النصب» (٢). يريد أنه قد يجوز أن تنصب فتقول : ما زيد ذاهبا ولا محسنا زيد. تجعل الظاهر كالمضمر ، وتجعله معطوفا على الخبر عن الأول. كما قال سوادة بن عدي. كذا في الكتاب : سوادة بن عديّ.
والقصيدة تروى لعديّ بن زيد ، وتروى لسواد بن زيد بن عديّ بن زيد :
(لا أرى الموت يسبق الموت شيء |
|
نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا) |
يدرك الآبد الفرور ويردي الطّير في النّيق يبتنين الوكورا / (٣)
__________________
(١) عبارة سيبويه : «.. الرفع أجود ، وإن كنت تريد .. ما زيد منطلقا زيد ..».
(٢) عبارة الكتاب : «وقد يجوز أن تنصبه».
(٣) عند سيبويه البيت الأول فقط ، وقد نسبه إلى سوادة بن عدي ، ونسبه الأعلم إليه أو إلى أمية بن أبي الصلت. والصواب أنها لعدي بن زيد في ديوانه ق ٩ / ٢٢ ـ ٢٣ ص ٦٥ من قصيدة قالها عديّ في سجنه ، وفيها تذكير للنعمان بأنه سجين. ونسبها البغدادي إلى عدي أو إلى ابنه سوادة. ثم قال : والصحيح الأول. وجاء في الثاني (الغرور) بدل (الفرور) و (ينتئين) بدل (يبتنين).
كما رواها لعدي أبو عبادة البحتري في حماسته ق ٤٤٧ ص ٩٨ وفيها (نقض الموت) و (يدرك الأعصم الفرور). ولا شيء في هذه الفروق سوى أن (ينتئين) أحفل بالمعنى