لأن في الإبدال منه فائدة ، تقول : أتعبتني (١) ظهري وضربتك يدك. ومثله (٢) :
أو عدني بالسّجن والأداهم |
|
(رجلي ورجلي شثنة المناسم) (٣) |
أبدل (رجلي) من ضمير المتكلم (٤) ، و (مضاعا) منصوب على الحال. وألقيتني : وجدتني.
__________________
(١) في المطبوع : أتعبني ظهري. ولا فائدة فيه.
(٢) الشاعر هو العديل بن الفرخ العجليّ ولقبه العبّاب. هجا الحجاج وفر إلى قيصر الروم ، فبعث الحجاج إلى القيصر مهددا فخاف وأسلم العديل إلى الحجاج ، فمدحه فعفا عنه (ت نحو ١٠٠ ه) ترجمته في : الشعر والشعراء ١ / ٤١٣ والمرزوقي ٢ / ٧٢٩ والتبريزي ٢ / ١٢٦ والخزانة ٢ / ٣٦٨ ورغبة الآمل ٥ / ١٤
(٣) روي البيتان بلا نسبة في : الصحاح (وعد) ١ / ٥٤٨ واللسان (وعد) ٤ / ٤٧٩ و (دهم) ١٥ / ١٠٠ وفيها الوعد والعدة في الخير ، والإيعاد والوعيد في الشر. والدّهمة من ألوان الإبل : الميل إلى السواد ويقال للقيد الأدهم. والمناسم : جمع منسم وهو طرف خف البعير استعاره للإنسان ، والشّثنة الغليظة الخشنة. والمعنى : أن الحجاج توّعدني بالسجن ووضع القيد في رجلي ، وإن رجلي غليظة لا يؤلمها القيد. وجاء في المطبوع : فرجلي شثنة ..
(٤) وقد ورد الشاهد في : ابن عقيل ش ٨١ ج ٢ / ١٩٧ والعيني ٤ / ١٩٠ والأشموني ٢ / ٤٣٩ والخزانة ٢ / ٣٦٦ وشرح البلبل المليح ٤٠ وذكر البغدادي لابن السيّد في شرح أبيات أدب الكاتب جواز أن تكون (رجلي) مفعولا ثانيا حذف منه حرف الجر كأنه أراد : لرجلي. ولأبي حيان في تذكرته : (رجلي) منادى على طريق الاستهزاء بالإيعاد. ولابن السيرافي في شرح إصلاح المنطق : (رجلي) معطوفة على ضمير المتكلم. أي أوعدني بالسجن وأوعد رجلي بالأداهم.
وهي ـ كما ترى ـ وجوه متكلفة ، وفي الوجه الأخير نظر ، لما يوفره من الوضوح وخدمة المعنى.