[إبدال الظاهر من ضمير المتكلم]
٥٢ ـ قال سيبويه (١ / ٧٨) قال عدي (١) بن زيد :
(ذريني إنّ أمرك لن يطاعا |
|
وما ألفيتني حلمي مضاعا) (٢) |
الشاهد (٣) فيه على أنه أبدل (حلمي) من ضمير المتكلم ، كأنه قال : ما ألفيت حلمي. فإن قال قائل : أنتم لا تجيزون الإبدال من ضمير المتكلم ، ولا من ضمير المخاطب. قيل له :
الذي يمنع منه ، أن البدل يكون على طريق التعريف والإيضاح للمبدل منه ، كقولك : رأيتك زيدا ورأيتني عمرا. فهذا لا يجوز لأنه ليس يقع إشكال في المتكلم والمخاطب فيحتاج إلى بدل يوضحه ، وهذا الضرب من البدل لا يجوز ؛
__________________
(١) عدي بن زيد العباديّ التميمي : شاعر فصيح من دهاة الحيرة ، كان ترجمان كسرى ، وعلماء العربية لا يرون شعره حجة. قتل في سجن النعمان نحو ٣٥ ق ه.
ترجمته في : أسماء المغتالين ـ نوادر المخطوطات ٦ / ١٤٠ والشعر والشعراء ١ / ٢٢٥ والأغاني ٢ / ٩٧ والمؤتلف ٢٤٩ والموشح ٧٢ والتذكرة السعدية ٢٧٥ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦٥٨ والخزانة ١ / ١٨٤ وشعراء النصرانية ٤ / ٤٣٩
(٢) نسبه سيبويه إلى رجل من بجيلة أو خثعم ، وهو لعدي في ديوانه ق ٢ / ١ ص ٣٥ مطلع قصيدة قالها يتهدد النعمان بن المنذر وأهل بيته.
(٣) ورد الشاهد في : معاني القرآن ٢ / ٧٣ و ٢ / ٤٢٤ والأعلم ١ / ٧٨ وشرح الأبيات المشكلة ١٩٩ والكوفي ٤٨ / ب وابن عقيل ش ٨٠ ج ٢ / ١٩٧ والخزانة ٢ / ٣٦٨ وشرح البلبل المليح ٤٠ وأجاز الفراء رفع (حلمي) ومثّل لذلك بقوله : رأيت عبد الله أمره مستقيم». وما أراه أننا إن حرصنا على المعنى وقوة أدائه لما خرجنا عن البدل. لما في ذلك من إشعار بتماسك العبارة وتحمّل كل جزء منها جانبا في أداء المعنى. وعلى النقيض ما جوّزه الفراء ، إذ أقام في العبارة جملتين منفصلتين تخبر الأولى عن رؤية عبد الله ، والثانية عن استقامة أمره.