(أفي كلّ عام مأتم تبعثونه |
|
على محمر ثوّبتموه وما رضى) |
تجدّون خمشا بعد خمش كأنّها |
|
على فاجع من خير قومكم نعى (١) |
الشاهد (٢) فيه أن (تبعثونه) وصف ل (مأتم) والمأتم : الجماعة من النساء.
أراد : أفي كل عام اجتماع مأتم. وحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
وهو مثل البيت الأول في القدير.
والمحمر : البرذون. وقيل : هو / السّكيت الذي لا خير فيه من الخيل.
يريد أنهم يجمعون نساء ليبكين على هذا (٣) المحمر. ومعنى ثوّبتموه : جعلتموه ثوابا على جميل فعل بكم ، وما رضي به ثوابا لقيّته وحقارته.
والخمش : تخديش الوجه. يريد (٤) أنهم يخدشون وجوههم على المحمر مرة بعد مرة ، كما يفعلون لو فقدوا سيدا من ساداتهم. والفاجع : الهالك الذي يؤذي فقده أهله (٥) ، ويبين عليهم أثر عدمه. ورضا ونعا. أصلهما رضي ولعي ، فقلبت الياء فيهما ألفا ، وهذه لغة طائيّة (٦).
__________________
ترجمته في : الشعر والشعراء ١ / ٢٨٦ وثمار القلوب ١٠١ وسرح العيون ١١٩ والإصابة (تر ٢٩٤١) ١ / ٥٥٥ والخزانة ٢ / ٤٤٨ وحسن الصحابة ٢٨٤ وانظر القاموس (كنف) ٣ / ١٩٢
(١) البيتان لزيد الخيل في : شرح ديوان كعب بن زهير ص ١٣١ وفيه (تجمعونه) بدل (تبعثونه) وجاء في شرح السكري : ويروى (على محمر عود أثيب) والمحمر العود : الكبير. وروي الأول للشاعر في : اللسان (أتم) ١٤ / ٢٦٩
(٢) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ٢ / ٢٩٠ والأعلم ١ / ٦٥ والكوفي ٤٧ / ب.
(٣) (هذا) : ليس في المطبوع.
(٤) في الأصل والمطبوع : يريدون.
(٥) في الأصل والمطبوع : لأهله.
(٦) قال السكري : إذا كانت الياء متحركة جعلوها ألفا ، فيقولون في : فني فنى وفي بقي بقى .. انظر شرح ديوان كعب ص ١٣٢