الشاهد (١) فيه أنه جعل (تحوونه) وصفا ل (نعم) (٢) و (نعم) مبتدأ و (أكلّ عام) خبره.
وجعل ظرف الزمان خبرا عن النعم ، وظروف الزمان لا تكون أخبارا للجثث لتأويل فيه ، وهو أنه يقدّر أن الكلام فيه حذف ، وأصله : أكلّ عام أخذ نعم أو تحصيل نعم أو ما أشبه ذلك.
يلقحه قوم : أي يحملون الفحولة (٣) على النوق ، فإذا حملت أغرتم عليها فأخذتموها وهي حوامل ، فنتجتموها : أي ولدت عندكم. ويقال : أنتجت الناقة إذا ولدت عندي.
والنّوكى : جمع أنوك وهو الأحمق ، الضعيف العمل والتدبير ، فما تحمونه : لا تمنعون من أراد الإغارة عليه. هيهات هيهات لما يرجونه : أي رجوا أن يدوم لهم هذا الفعل في الناس ، فمنعناهم منه وحمينا ما ينبغي أن نحميه (٤).
وقال زيد (٥) الخيل :
__________________
(١) ورد الشاهد في : النحاس ٣٣ / أوالأعلم ١ / ٦٥ والإنصاف ٤٥ والكوفي ٤٧ / أوالأشموني ١ / ٩٥ والخزانة ١ / ١٩٦ وعند النحاس : كأنه قال : أكلّ عام نعم محويّ.
(٢) في المخصص ١٧ / ١٩ أن (النعم) يذكر ويؤنث. وكذلك الأنعام.
(٣) في المطبوع : الفحول.
(٤) إذا صح شرح ابن السيرافي للبيت الأخير هنا ، فقد أفسد نسبته إلى حارثيّ ، وهم ممن قام بالإغارة ، ولكن معنى هذا البيت يتّضح بذكر البيت المحذوف قبله ، وقد أورده الأصفهاني. وهو قوله :
أنعم الأبناء تحسبونه
أي أن هذه الغنيمة التي تستحوذون عليها كلّ عام ؛ هيهات أن تدوم لكم كما ترجون.
(٥) زيد بن مهلهل الطائي ، أبو مكنف ، شاعر خطيب من أعلام الجاهلية ، أدرك الإسلام سنة ٩ ه في وفد طيّىء. وسماه الرسول (ص) زيد الخير. توفي في العام نفسه ٩ ه