[وجوب اتصال الفعل المتأخر بضمير يعود على معموله المتقدم]
٥١ ـ قال سيبويه (١ / ٦٤) في : «باب من الاستفهام يكون الاسم فيه رفعا» : «أكلّ يوم قميص تلبسه. فإذا كان وصفا ، فأحسنه أن يكون فيه الهاء ، لأنه ليس موضع إعمال ، ولكنه يجوز كما جاز في الوصل ، لأنه موضع ما يكون من الاسم» (١).
ذكر سيبويه أن الفعل الذي يقع موقع الوصف ؛ أحسنه أن يكون فيه الهاء ، لأنه بالمضمر (٢) يصير وصفا للأول ويلتبس ، ولو لم يكن فيه ضمير من الموصوف ؛ لم يصلح أن يكون صفة له ، فلذلك كان الأحسن ثبات الهاء.
وقوله : «لأنه ليس موضع إعمال» يريد أن الاسم المتقدم في أول الكلام ، لا يجوز أن يعمل فيه الفعل الذي هو وصف. وقد مثّل ذلك سيبويه بأن قال : «أزيدا أنت رجل تضربه» لو حذفت الهاء لم يعمل (تضرب) في (زيد) ولا في (رجل) لأن الفعل الذي هو وصف لا يعمل في الموصوف ولا فيما قبله.
__________________
الإعراب ١ / ٢٩٧ والأعلم ١ / ٩١ والكوفي ٤٤ / أوالخزانة ١ / ٨٣ و ٢ / ٢٤٦ وقال ابن جني : أي : إلا بداهة سابح أو علالة سابح.
أما الأعلم فالشاهد عنده إضافة (بداهة) إلى القارح مع الفصل (بالعلالة) ضرورة.
وسوّغ ذلك أنهما يقتضيان الإضافة إلى القارح اقتضاء واحدا ، والتقدير قبل الفصل : إلا بداهة قارح أو علالته ، فلما اضطر إلى الاختصار والتقديم حذف الضمير ، وقدم العلالة وضمها إلى البداهة.
(١) عبارة سيبويه (١ / ٦٥): «أكل يوم ثوب تلبسه .. لأنه ليس بموضع إعمال .. لأنه في موضع ما يكون من الاسم».
(٢) في المطبوع : لو أضمر.