يمدح بهذه القصيدة همّام بن مطرّف (١) التغلبيّ ، وكان سيد بني تغلب.
أمحل الناس : أجدبوا ، والممرع : المكان المعشب. يريد أنه للناس ؛ بمنزلة البلد الذي فيه عشب ، فالانتفاع به عام كالانتفاع بالبلد المعشب. وهم يصفون الجواد بأنه يقتل الجوع ، يعنون أنه يزيل جوع الجياع بالإطعام. فإذا أبطل الجوع بالإشباع / فهو بمنزلة القاتل له لأنه أبطله ، والمجحرون : المتأخرون.
يقول : الذين قد تأخروا في الهزيمة ، ولحقتهم الخيل فقاربت أخذهم ؛ يحميهم هو ويمنع منهم حتى ينجوا. وقوله : (إذا لم يحام دون أنثى حليلها) يريد أنه شجاع يحمي قومه ويمنع منهم إذا بلغ الخوف من الناس أشدّ مبلغ ، حتى يفرّ الرجل ، ويترك زوجته لا يدافع عنها. والحليل الزوج.
ويروى (خلف المرهقين) وهو مثل معنى المجحرين. ويروى :
حفاظا إذا لم يحم أنثى حليلها
يريد : محافظة على حسبه أن يعاب بأنه ترك قومه وانصرف عنهم.
والشاهد فيه أنه أضاف (كرّار) إلى (خلف) وجعل (خلف المجحرين) مفعولا على السعة (٢).
__________________
وكرار خلف المرهقين جواده |
|
حفاظا إذا لم يحم أنثى حليلها |
وجاء في المطبوع في صدر الثاني (وكرار) بالكسر. هذا مع تذكير المؤلف بأن الشاعر قد عطف. وفيه كذلك (جواده) بالضم. مع أنه موضع الشاهد ..
(١) في المطبوع : مطرف.
(٢) ونصب (جواد) لأنه المفعول به في الحقيقة. هذا عند سيبويه ، أما عند الفراء فاسم الفاعل (كرار) مضاف إلى معموله (جواد) وقد فصل بينهما بالظرف. أي يصح عنده القول : يا سارق الليلة أهل الدار. انظر تفصيل ذلك في الفقرة (٣)