والشاهد (١) على أنه أخّر الفعل الذي كان ينبغي له أن يقع بعد (قلّما) وأوقع بعده (وصال) وهو مرفوع بإضمار فعل يفسره (يدوم) هذا الظاهر.
[حالة من عطف البيان ـ إذ لا يجوز البدل]
٤٧ ـ قال سيبويه (١ / ٩٣) قال المرّار :
(أنا ابن التّارك البكريّ بشر |
|
عليه الطير ترقبه وقوعا) |
__________________
إلا لمن يلازمهن ويخضع لهن. وفسر ذلك بالبيتين بعدهما. وهما :
وليس الغواني للجفاء ولا الذي |
|
له عن تقاضي دينهنّ هموم |
ولكنّما يستنجز الوعد تابع |
|
مناهنّ ، حلّاف لهنّ أثيم». |
(فرحة الأديب ٤ / ب)
(١) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ٤٥٩ والمقتضب ١ / ٨٤ والنحاس ٩٦ / ب والأعلم ١ / ١٢ و ٤٥٩ والإنصاف ٨٥ والكوفي ٤٦ / أوالمغني ش ٥١٤ ج ١ / ٣٠٧ وشرح السيوطي ش ٤٩٣ ص ٧١٧ والخزانة ٤ / ٢٨٧
وتتعدد آراء النحويين في هذا الشاهد. فعند سيبويه (قلما) كافة و (وصال) مبتدأ. ويرى المبرد أن (ما) زائدة و (وصال) فاعل ، والتقدير : قل وصال يدوم.
أما الأعلم فالشاعر عنده قدّم وأخّر لإقامة الوزن ، وإنما أراد : (وقلما يدوم وصال) فوصال فاعل مقدم. وقيل (ما) مصدرية ، والمصدر المؤوّل فاعل الفعل. واعترض ابن خلف بأنه لا يجوز أن تكون (ما) مصدرية لأنها معرفة و (قل) تطلب النكرة ؛ تقول : قلّ رجل يفعل ذلك. وقال الكوفي : (وصال) فاعل لفعل مضمر دلّ عليه الظاهر ، والتقدير : قلما يدوم وصال يدوم.
قلت : وعلى الجملة فإن (قلما) وأشباهها لا يليها إلا الفعل ، وإنما أدخلت عليها (ما) ليسوغ دخولها على الأفعال ، ولن يكون مقبولا أن ندخل (ما) لغاية في المعنى ، ثم نلغي وجودها فنعدها زائدة ، فهي إلى المصدرية أقرب.