(وصدّت فأطولت الصّدود وقلّما |
|
وصال على طول الصّدود يدوم) (١) |
يقول : صرمت هذه المرأة قبل أن تصرمك ، يخاطب نفسه. ثم قال : وكيف تصابي من قد كبر وحلم ، وأراد : من يقال هو حليم. وصدت هذه المرأة فأطولت أنت الصدود ، ومع طول الصدود لا يبقى من المودة والمحبة شيء (٢).
__________________
(١) روي البيتان للمرّار بن سعيد الفقعسي في الأغاني ١٠ / ٣١٥ وفيه (عزفت) بدل (صرمت) وفي الثاني : (صددت فأطولت الصدود ولا أرى وصالا ..) وروي البيتان للمرّار في : فرحة الأديب ٤ / ب وسيلي نصه. والأول بلا نسبة في : اللسان (صرم) ١٥ / ٢٢٧ والثاني كذلك في : (طول) ١٣ / ٤٣٧ و (قلل) ١٤ / ٨٢ وفيه : قال ابن الأعرابي في شرح (صرمت ولم تصرم وأنت صروم) إنك لم تصرم صرم بتات ولكن صرمت صرم دلال وأنت قوي على الصرم. وهذا الشرح تناسبه رواية الأغاني للبيت الثاني (صددت) وجاء في اللسان (طول) ١٣ / ٤٣٧ والقاموس (طال) ٤ / ٩ «أطاله وأطوله بمعنى طوّله» أي أنه استعمل (أطولت) على الأصل لا على القياس.
(*) قال الغندجاني بعد أن أورد رواية ابن السيرافي للبيتين وشرحه لهما : «قال س : هذا موضع المثل :
يا أهل ذي المروة خلّوها تمرّ |
|
فإنما أنتم نبيط وحمر |
هذا من أفضح ما جاء به ابن السيرافي ، وذلك أن هذا الشعر ليس من الغريب الذي يشتبه على أحد. والصواب : صددت فأطولت الصدود.
ونظام الأبيات :
صرمت ولم تصرم وأنت صروم |
|
وكيف تصابي من يقال حليم |
يقول : صرمت ولم تصرم صرم ثبات ، ولكن صرم دلال.
صددت فأطولت الصدود ولا أرى |
|
وصالا على طول الصّدود يدوم |
كأنه يخاطب نفسه ويلومها على طول الصدود ، أي لا يدوم وصال الغواني