(سلّ الهموم بكلّ معطي رأسه |
|
ناج مخالط صهبة متعيّس) |
أنف الزّمام كأنّ صفق نيوبه |
|
صخب المواتح في عراك المخمس |
مغتال أحبله مبين عتقه |
|
في منكب زبن المطيّ عرندس (١) |
الشاهد (٢) في أنه أضاف (معطي) إلى (رأسه) إضافة غير محضة ، وهو في تقدير انفصال ، واستدل على أن الإضافة غير محضة (٣) وأنه على حكم التنكير ؛ أنه نعته بنكرة فقال : ناج مخالط صهبة.
معنى معطي رأسه : يريد أنه منقاد ليس بصعب ، والمتعيّس (٤) : الذي
__________________
(١) روي البيت الأول للمرّار الفقعسيّ في : فرحة الأديب ٤٢ / ب وسيلي نصه. ورويت الثلاثة للشاعر في : شرح الكوفي ٤٣ / أ. وجاء في المطبوع في صدر الثالث : (مبين عنقه) وهو تحريف. وروي الأول والثالث بلا نسبة في : المخصص ٧ / ٦٣ واللسان (عردس) ٨ / ١٣
(٢) ورد الشاهد في : سيبويه أيضا ١ / ٢١٢ والنحاس ٣٧ / أوالإيضاح العضدي ١٤٣ وتفسير عيون سيبويه ٢٠ / أوالأعلم ١ / ٨٥ و ٢١٢ وأسرار العربية ١٨٨ والكوفي ٤٣ / أ.
وقال سيبويه (١ / ٨٥) «فهذه الإضافة على المعنى لا على الأصل. والأصل التنوين ؛ لأن هذا الموضع لا يقع فيه معرفة». والدليل على ذلك عند الأعلم (١ / ٨٥) هو إضافة (كل) إليه ، لأن (كل) هنا لا تضاف إلا إلى نكرة ، ونعته (بناج وما بعده) وهو نكرة.
(٣) جعل النحويون الإضافة على ضربين : محضة وغير محضة ، ففي غير المحضة يكون المضاف : وصفا بمعنى الحال أو الاستقبال ، وهي لا تفيد المضاف سوى التخفيف بحذف التنوين فهي على نية الانفصال ، وإذا كان المضاف مفردا ودخلت عليه (ال) وجب دخولها على المضاف إليه وتفاصيل أخرى ، أما الإضافة المحضة فهي على خلاف ذلك. انظر مغني اللبيب ٢ / ٥١١ وابن عقيل ٢ / ٥ والأشموني ٢ / ٣٠٥
(*) قال الغندجاني تعقيبا على رواية ابن السيرافي وشرحه لكلمة (متعيّس) : «قال س : الصواب : (مخالط صهبة وتعيّس ١) أي خلط الصّهبة بالتعيّس ، فعطف المصدر على المصدر».
(فرحة الأديب ٤٢ / ب)