المصراع الأخير لأبى تمام (وأحسنه) أى أحسن التضمين (ما زاد على الأصل) أى شعر الشاعر الأزل (بنكتة) لا توجد فيه (كالتورية) أى الإيهام (والتشبيه فى قوله : إذا الوهم أبدى) أى أظهر (لى لماها) أى سمرة شفتيها ...
______________________________________________________
الوقف بعد فتح فهو حينئذ بفتح الفاء وبالألف بعد القاف وذكر بعضهم أن ترفقا مصدر منصوب بفعل مقدر أى : ترفق بمعنى ارفق فعلى هذا يقرأ بضم الفاء منونا (قوله : المصراع الأخير لأبى تمام) أى : وهو صدر بيت له وتمام ذلك البيت : تقضى حقوق الأربع الأدراس (تنبيه) سكت المصنف والشارح عن مثال تضمين البيت مع التنبيه على أنه من شعر الغير ومع عدم التنبيه اتّكالا على الشهرة ، ومثال الأول قول بعضهم :
إذا ضاق صدرى وخفت العدا |
|
تمثلت بيتا بحالى يليق |
فبالله أبلغ ما أرتجى |
|
وبالله أدفع ما لا أطيق (١) |
فقوله تمثلت إلخ : إشارة إلى أن البيت الآتى من شعر غيره ، ومثال الثانى قول بعضهم :
كانت بلهنية الشبيبة سكرة |
|
فصحوت واستبدلت سيرة مجمل |
وقعدت أنتظر الفناء كراكب |
|
عرف المحلّ فبات دون المنزل (٢) |
البيت الثانى لمسلم بن الوليد الأنصارى (قوله : ما زاد على الأصل بنكتة) أى : بأن يشتمل البيت أو المصراع المتضمن فى شعر الشاعر الثانى على لطيفة لم توجد فى شعر الشاعر الأول (قوله : بنكتة لا توجد فيه) بهذا يعلم أن منشأ الحسن كون المزيد لنكتة ، وإلا فالزيادة على المضمن لا بد منها فلم يتحرز بمطلق الزيادة عن شىء وإنما احترز بكونها لنكتة زائدة عما إذا كانت الزيادة لغير ذلك. ا ه يعقوبى.
(قوله : كالتورية) قد تقدم أنها ذكر لفظ له معنيان قريب وبعيد ، ويراد البعيد لقرينة (قوله : فى قوله) أى : الموجودين فى قوله : إذا الوهم إلخ ، فإن البيت الأول فيه تضمين مشتمل على التورية ، والثانى فيه تضمين مشتمل على التشبيه (قوله (٣) إذا الوهم إلخ)
__________________
(١) لعبد القاهر بن الظاهر التميمى ـ فى شرح عقود الجمان ٢ / ١٨٨.
(٢) شرح المرشدى ٢ / ١٨٨.
(٣) لابن أبى الأصبع فى الإشارات ص ٣١٨.