كقول الأفوه : وترى الطير على آثارنا ، رأى عين) يعنى عيانا (ثقة) حال أى : واثقة ومفعول له مما يتضمنه قوله : على آثارنا أى كائنة على آثارنا لوثوقها (أن ستمار) أى ستطعم من لحوم من نقتلهم (وقول أبى تمام : وقد ظلّلت) أى ألقى عليه الظل وصارت ذوات ظل (عقبان أعلامه ضحى ، بعقبان طير ...
______________________________________________________
يكون من الظاهر ؛ لأن المأخوذ حينئذ ولو قل لا لبس فيه ، بخلاف أخذ البعض مع تزيينه بما أضيف فإن ذلك يخرجه عن سنن الاتباع إلى الابتداع ، فكأنه مستأنف فيخفى.
(قوله : (١) وترى الطير على آثارنا رأى عين) أى : وتبصر الطير وراءنا تابعة لنا معاينة ـ كذا قال اليعقوبى ، قال فى الأطول : الآثار : جمع أثر بمعنى العلم أى : مستعلية على أعلامنا متوقعة فوقها فتكون الأعلام مظللة بها ، وإنما أكد قوله ترى بقوله رأى عين ؛ لئلا يتوهم أنها بحيث ترى لمن أمعن النظر بتكلف لبعدها ، ولئلا يتوهم أن المعنى أنها لما تبعتنا كأنها رئيت ولو لم تر لبعدها ؛ لأنه يقال : ترى فلانا يفعل كذا بمعنى أنه يفعله وهو بحيث يرى فى فعله لو لا المانع (قوله : حال) أى : من الطير بناء على أن المصدر بمعنى اسم الفاعل (قوله : مما يتضمنه) أى : من العامل الذى يتضمنه المجرور الذى هو قوله على آثارنا ، وعلى هذا الاحتمال فقوله : ثقة أن ستمار جواب لسؤال مقدر ، إذ كأنه قيل : لماذا كانت الطيور على آثارنا تابعة لنا؟ فقيل : كانت على آثارنا وتبعتنا لوثوقها بأنها ستمار أى : ستطعم الميرة أى : الطعام أى : لحوم من نقتلهم (قوله (٢) : ظلّلت) هو بالبناء للمفعول ، وعقبان أعلامه نائب الفاعل ، والعقبان بكسر أوله : جمع عقاب ، وإضافته للأعلام من إضافة المشبه به للمشبه أى : ظللت أعلامه الشبيهة بالعقبان فى تلونها وفخامتها ؛ لأن الأعلام بمعنى الرايات فيها ألوان مختلفة كالعقبان ، وقال الخلخالى : الإضافة حقيقية على معنى اللام ، والمراد بعقبان الأعلام الصور المعمولة من ذهب أو غيره على هيئة عقبان الطير الموضوعة على رأس العلم بمعنى الراية ، وهذا يتوقف على أن تلك الصور التى وضعت على رأس الأعلام صنعت على هيئة العقبان ولم يثبت (قوله : بعقبان طير)
__________________
(١) للأفوه الأزدى فى الإشارات ص ٣١٤ ، وعقود الجمان ٢ / ١٨٠ والإيضاح ص ٣٥٨.
(٢) لأبى تمام فى ديوانه ص ٢٣٣ ، والإشارات ص ٣١٤.