(كقوله : أقلّب فيه (١)) أى فى ذلك الدليل (أجفانى كأنّى ، أعدّ بها على الدّهر الذّنوبا ، فإنه ضمن وصف الليل بالطول للشكاية من الدهر
[التوجيه] :
ومنه) أى ومن المعنوى. (التوجيه) ويسمى محتمل الضدين (وهو إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين) أى متباينين متضادين ...
______________________________________________________
كان مساويا للإدماج ـ قاله عبد الحكيم (قوله : كقوله) أى الشاعر وهو أبو الطيب المتنبى (قوله : أقلّب فيه أجفانى) عبر بالمضارع لدلالته على تكرر تقليب الأجفان ليلا ، وهو دليل على السهر ، والأجفان جمع جفن كقفر وهو غطاء العين من أعلى وأسفل (قوله : كأنى) أى فى حالة تقليبها أعدّ بها أى : بالأجفان من جهة حركتها ، فجعل أجفانه كالسبحة حيث يعد بها ذنوب الدهر ، فكأن كل حركة ذنب (وقوله : الذنوبا) أى : ذنوب الدهر التى فعلها معه ، من تفريقه بينه وبين الأحبة مثلا ومن عدم استقامة الحال ، لا ذنوبه التى فعلها فى الدهر إذ لا معنى لعدّها على الدهر ، وكأن هنا تحتمل الشك أى : كثر تقليب الأجفان فى ذلك الليل كثرة أوجبت لى الشك فى أنى أعد بها على الدهر ذنوبه ، وتحتمل التشبيه أى : أشبه نفسى فى حالة التقليب بنفسى فى حالة عدّ الذنوب (قوله : فإنه ضمن إلخ) أى : وإنما كان فى هذا البيت إدماج ؛ لأن الشاعر ضمن وصف الليل بالطول أى : المأخوذ من قوله : أقلب فيه أجفانى ؛ لأنه يدل على كثرة تقليب الأجفان ، وهو يدل على كثرة السهر ، وهو يدل على طول الليل ، وهذا المعنى الذى سيق له الكلام أولا (قوله : للشكاية) أى : المأخوذة من قوله : كأنى أعدّ بها إلخ ، وهو مفعول ضمن وتلك الشكاية بها حصل الإدماج لأنها معنى تضمنه المعنى الذى سيق أولا ، مع عدم التصريح بها وعدم إشعار الكلام بأنه مسوق لأجلها.
[التوجيه] :
قوله : وهو إيراد الكلام) أى الإتيان به (قوله : محتملا لوجهين) أى على حد سواء إذ لو كان أحدهما متبادر لكان تورية لا توجيها (قوله : أى متباينين) بيان للاختلاف
__________________
(١) البيت للمتنبى فى ديوانه ١ / ١٤٠.